10 سبتمبر 2025
تسجيلأكثر من 9 أشهر مضت على الحصار المتواصل على دولة قطر منذ يونيو الماضي، ومعها تتواصل ملحمة العطاء والعمل والإنجاز الذي لا يتوقف. محطات عديدة أثبتت فيها قطر قيادة وحكومة وشعبا ومقيمين مدى ما أحدثه الحصار من تأثير إيجابي على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يؤكد أن الإرادة أقوى من المؤامرة، والعمل أمضى من التخريب، وأن الباطل يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. ويطول تعداد الإنجازات القطرية في مواجهة الحصار الظالم، وهنا أتوقف مع أربعة منها فحسب: الأولى: تماسك الجبهة الداخلية، فقد راهنت دول الحصار على ضرب الترابط بين أفراد المجتمع وقيادته، في رهان خاسر بل عكسي، حيث زاد الحصار من التلاحم بين الشعب وقيادته، وظهرت بحق مقولة "نحبهم ويحبونا" كما ترسخت أكثر من أي وقت مضى قيم الولاء والانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية. الثانية: تعزيز الوعي المجتمعي، حيث كشفت الأزمة عن حجم المؤامرة والحقد الذي يحرك دول الحصار، وظهر للشعب القطري مدى العمل الإجرامي الذي تم التخطيط له لإيذاء قطر، وهو ما ساهم في توعية المجتمع بأبعاد تلك المخططات المشبوهة، وفي هذا الإطار جاء برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة على مدار حلقتين ليفضح تحركات وأعمال هؤلاء لاستهداف البلاد. الثالثة: تعزيز المكانة الدولية لقطر وإظهار قوة علاقتها الدبلوماسية، فقد كان للتحركات والاتصالات التي قامت بها دولة قطر من لدن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أكبر الأثر في تعزيز علاقات الدولة مع الدول الكبرى والمؤثرة ومع المنظمات الدولية والأمنية الفاعلة، كما شكل الأداء الحكومي الدبلوماسي والسياسي رافعة في هذا الإطار. الرابعة: تنمية الاعتماد على الذات وتعزيز الاهتمام بالمنتج الوطني، فقد دفعت الأزمة الحكومة بمختلف وزاراتها المعنية وكذلك المؤسسات والجهات الاقتصادية والتجارية والتنموية إلى العمل على تطوير الاقتصاد القطري ورفع مستوى الإنتاج المحلي، وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، لا سيما على صعيد القطاع الزراعي والغذائي. كما مكنت قطر بناء على الجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص، من حماية أمن اقتصادها الوطني وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية، وأتاحت الفرصة لقطر لتحديد مواطن القوة وتعزيزها، ومعالجة أوجه القصور لضمان المحافظة على مرونة الاقتصاد القطري والنمو المستدام لمواجهة مختلف التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية. قبل طلوع الفجر: أثبتت الأزمة الخليجية الأوهام والحسابات الخاطئة لمن ظن أن قطر ستكون لقمة سائغة للمعتدين. نبض الوطن: أثبت الحصار الجائر قوة قطر قيادة وحكومة وشعبا في مواجهة المتربصين والحاقدين والحاسدين.