12 سبتمبر 2025

تسجيل

جوانب أخرى لابد أن تُدرك

15 مارس 2016

إن أي قرار يُتخذ من قِبل صاحبه ويأمل بأن يكون في محله؛ لاستناده إلى معطيات تتمتع بقوة البنية ورشاقة القوام وغيرها من الشروط التي تعكس صحة جيدة ستساعد على سلك المسار الصحيح بخطوات واثقة ومدروسة (هو ذاك الذي ستحل عليه بركة النجاح)، وإن كان ذلك على دفعات لن تبدو سهلة منذ البداية، وهو ما لا يهم بتاتاً أمام النتائج العظيمة التي ستطل كضيفة شرف في المشهد الأخير من أي عمل قام على ظهر ذاك القرار الصائب، الذي اتخذه صاحبه وهو على دراية تامة بكل ما يفعله، وكل ما ستصل إليه الأمور لاحقاً، ولن يغيب عن ذهن كل متابع لخط سير الإبداع وتحديداً (الإبداع المهني)، أن كل القرارات الصائبة وإن رافقتها المخاوف المخلصة للظروف الصعبة ستحقق الغايات المرجوة منها مهما طال الزمن، ويكفي أن يدرك من يفعل ما يفعله كما يجب، وهو ما يمكن قوله بكلمات أخرى هي: أن يعرف صاحب القرار ما يجدر به فعله منذ البداية المطلقة التي تستحق منه دراسة جيدة للمشروع الذي يرغب به ومن كل الزوايا دون أن يغفل أي شيء يمكن أن يتحول مع مرور الوقت لثغرة ستسمح للأخطاء الفادحة بالدخول؛ لتغيير مسار (العمل)، الذي سيتحول إلى مسخ لن يسهل التعرف عليه أبداً وإن كان يحمل الاسم ذاته؛ لأنه وببساطة شديدة ما سيكون نتيجة تراكمية لحفنة من القرارات العشوائية المتخبطة التي ستجلب من الخسائر ما ستجلب، دون أن يُقدر للأرباح بأن تكون إلا عن طريق الصدفة، مما يعني أن كل صاحب قرار يحتاج إلى التفكير بكل خطوة يود الإقدام عليها قبل أن يفعل وتكون النتائج وخيمة من بعد ذلك، لن يتحملها وحده فهي تلك المُقدر لها بأن تقع على رأس غيره ممن لا حول له ولا قوة، ومن يدري لعل الدائرة تكبر أكثر؛ كي تشمل آخرين لا ذنب لهم في أي شيء سوى أنهم قد كانوا ضحايا قرارات غير صائبة لم تجد من يقف لها؛ كي يستوقفها ويمنعها من الامتداد وجرف كل محاولات النجاة التي كان ومن الممكن بأن تنقذ الموقف في حينه غير أنه ما لم يكن لها أبداً؛ لينتهي كل شيء عند تلك النقطة، التي تجبرني على طرح هذا السؤال في هذه اللحظة تحديداً: ماذا لو كُتبت لك فرصة التشبث بمحاولة يمكنها تغيير مسار الأمور؛ لتحسين الأوضاع العامة فهل من الممكن أن تقف بالمرصاد لأي قرار تعتقد بأنه سيعيق تقدم عملك؟ أم أنك ستقبل بالوقوف حيث أنت طالما أن مصيبة الخسائر لم تصل إليك بعد؟ لك حرية الإجابة بما تراه مناسباً لك فالأمر يعود إليك في النهاية، أليس كذلك؟النهايات تعقب البداياتإن الحديث عن القرارات له أكثر من جانب، وتسليط الضوء على ذاك الجانب الذي تطرقت إليه آنفاً لا يعني أننا نعيش وضعاً مأساوياً للغاية؛ لأن الحكاية لن تقف عند ذاك الحد فهي مختلفة وذات نهايات جميلة ستكون متى كانت البدايات صحيحة وقادرة على تقليص المسافات الطويلة، وتقريب النتائج الإيجابية، التي تحتاج من كل واحد منا إلى التركيز على نقطة: أن النهايات تعقب البدايات، فإن كانت هذه الأخيرة سليمة فلاشك أن كل ما يعقبها سيسلم أيضاً؛ لنتشرف به فيما بعد، وتحديداً حين يُقلب الزمن صفحاته؛ بحثاً عن ذكريات سابقة شهدت منا حكمة وصلت بنا حيث نريد وكما نريد والحمدلله.من الأعماقالنجاح نتيجة حتمية لكل وأي مقبل عليه؛ لذا فإنه ومن الطبيعي بأن يرتقي المرء منا بقدر ما يبذله من جهود ستصل به حيث يريد وبإذن الله تعالى، وهو تماماً ما قد كان من نصيب الزميل عبدالعزيز الحمادي، الذي بدأت رحلتي المهنية معه، وحصل بفضل اجتهاده على منصب جديد –مشرف المحليات والتحقيقات-في جريدة الوطن، والأمل بأن يرتقي أكثر؛ ليبلغ أعلى المناصب، فهي النهاية التي يحلم بها كل مجتهد سيكون له ما يريده متى بدأ باتخاذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب، تماماً مثلك يا عبدالعزيز، يا من لا أجد من الكلمات ما يعبر عن فرحتنا بإنجازك سوى: كلما زادت القوة كلما زادت المسؤولية، وأنت تمتلك قلماً قوياً لابد وأن تسخره في سبيل إعلاء كلمة الحق وبحق، وبما أنك قد بلغت هذه المكانة فلاشك أن هناك الكثير لتقدمه ونحن ندرك أنه ما ستتمكن من فعله على خير وجه؛ لأنك الأقدر على ذلك. أخيراً فليوفق الله الجميع (اللهم آمين).