29 أكتوبر 2025
تسجيلهناك حالة فتور في وزارات الدولة، والكثير من الشكاوى التي أصبحت حديثا يوميا بين الموظفين؛ وصلت لدرجة التململ من العمل، بل وصلت الأمور إلى درجة أن حضور الموظفين وبعض المسؤولين إلى مقار عملهم وغيابهم سواء، هناك حالة تهميش كبير لقطاعات كبيرة من موظفي القطاعات الحكومية وعلى وجه الخصوص الوزارات الحكومية، بل وصلت لدرجة أنهم يرون الأمور تسير على غير طبيعتها التي من المفترض أن تكون عليها، قامت بعض هذه الجهات بإلزام الموظف بالبصمة حتى تجد مدخلا لمن تريد أن تحاسبه وتعاقبه، فاستطاع أن يتحايل الموظفون عليها؛ وذلك بالبصمة وقت الحضور والخروج دون أن يكونوا متواجدين في مقار عملهم، في حال أن هناك قطاعات حكومية أخرى مشهود لها بالكفاءة والعمل عملت على إلغاء البصمة؛ لأن الانتاج أهم من الحضور دون أي شيء يُذكر!!توظيف دون دراسة!! تغيير دون وعي!! دمج دون دراية!! جميعها أمور تتكرر هنا أو هناك!! لأن الأمور إذا أوكلت إلى غير أهلها من الطبيعي أن تنحى إلى هذا الاتجاه، ومن أمن العقوبة أخل بالواقع!! هذا ما اعتمدته من خلال تجربتي وما سمعته من بعض الموظفين في الوزارات الحكومية، هل من تم تعيينهم بقرار وزير في منصب معيّن هو أهل لهذا المنصب؟ حتى وإنْ لم يكن أهل له... هل مؤهلاته تتناسب مع ما تم إسناده إليه؟! أم هل خبرته تساعده فيما أُسند إليه!؟ دون مبالغة لو تم دراسة الوضع لوجدنا الكثير من الأخطاء المتعمدة والمقصودة، ومن الطبيعي أن تمتلئ قلوب الكثيرين بشيء من الحزن والأسى لحرصهم على وطنهم وتحملهم لأمانتهم ومسؤوليتهم أمام الله والوطن والأمير، وما أستطيع التأكيد عليه هو أن أهل قطر يعرف بعضهم بعضا حتى بالاسم دون معرفة شخصية، فعندما يتم نشر خبر بأنه تم تعيين فلان في المكان الفلاني إما قالوا "يستاهل" أو قالوا "فيتامين واو" ويحق للشخص إثبات نفسه بعد مرور الوقت، إنْ كان فعلا يستاهل أم إن "فيتامين واو" كان حاضرا بقوة لحصوله على درجة معيّنة أو لاستغلال المنصب لأهداف تخدم أصحاب المصالح غير المرئية، أم لضعفه وعليه أن يمرر ما يتم تحويله إليه دون تأخير أو سؤال؟! وجميع هذه الفئات تعمل على إضرار التوجه العام للقطاعات المختلفة في الحكومة، ولا يخفى على أحد حجم التهميش الذي يعاني منه أصحاب الخبرة والمناصب القيادية في بعض الجهات لعدم استطاعتهم على فعل شيء، ومنهم من يحاول وهذا الأمر يُحسب له ومنهم من قدم اعتذاره وهذا الأمر أيضا يُحسب له، وعلى أقل القليل حاول وقدّم ما يعتقد أنه باستطاعته أن يقوم به.لكن يبقى الأمل في الله كبير، وفي قائد المسيرة الذي أكد مرات عديدة في أكثر من موقع وخطاب على أهمية العمل ومتابعته، ففي إحدى خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله شدد على أن القطري عُرِفَ عنه "إقلاله للكلام وإكثاره للعمل"، وهذا هو المطلوب، مع التشديد على المحاسبة أثناء التقصير في أي عمل يُوكل إلى أي شخص، ومن الدوافع المهمة أيضا أن الكل يُجمع على الدور الذي يقوم به معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من جهود وأعمال ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة بهمّة وعناية فائقة، وأن ما يحدث الآن في القطاعات الحكومية المختلفة ليست غائبة عنه، بل يعرف أدق تفاصيلها، وهو مستمر على العمل بأن تكون هناك انتفاضة شاملة وكاملة في جميع القطاعات، وكل ذلك سيتضح خلال الفترة القادمة إن شاء الله، ومن المؤكد أن المؤشرات الأولى ستكون من خلال التعيينات المرتقبة في مختلف القطاعات التي ما زالت تعاني من فراغ في مناصب قيادية ومهمّة وفاعلة خاصة في الوزارات، وهي التي ساعدت في تهميش بعض القيادات والشخصيات المؤثرة في مقار عملها، وعلى وجه الخصوص المناصب العليا كالوكلاء ومساعدي الوكلاء في الوزارات، لذا ندعو الله عز وجل أن يحفظ قطر وقيادتها لتقود سفينة التقدم والبناء والنماء نحو الأمام بكل ثقة واقتدار.