02 نوفمبر 2025

تسجيل

شماعة الإرهاب

15 مارس 2014

هل يتحول الإرهاب إلى شماعة جديدة تستخدمها بعض الأنظمة الديكتاتورية القمعية لتمرير انتهاكاتها الواسعة النطاق لحقوق الإنسان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، واستخدامه كحجة من قبل بعض الأنظمة القمعية للوقوف ضد مطالب شعوبها، وتطلعاتها المشروعة في الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، والحكم الرشيد؟. سؤال يطرح نفسه بإلحاح اليوم، خاصة في منطقتنا العربية، حيث أصبحت هذه النغمة الممجوجة هي السائدة اليوم، ففي سوريا لا يستحي النظام القاتل من وصف الثوار بالإرهابيين، وفي مصر لا تتورع السلطات الحاكمة عن وصف أنصار الشرعية بالإرهابيين، وفي العراق لا يخجل المالكي من اتهام المطالبين بحقوقهم بالإرهابيين.لقد أصبحت مكافحة الإرهاب تشكل تحدياً حقيقياً للمجتمع الدولي كافة، مما يحتاج إلى التنسيق والتعاون البناء من كافة الأطراف الدولية، للقضاء على هذه الظاهرة بمختلف أشكالها وصورها، والأهم من ذلك درس أسبابها والعمل على اقتلاع جذورها، حيث إن الإرهاب بكافة أنواعه ومرتكبيه، من أبرز المخاطر التي تهدد اليوم السلم والأمن الدوليين، ويشكل تهديداً مباشراً لحياة الأبرياء والمدنيين، ويزعزع استقرار الدول وأمنها ويعيق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي.ومن هذا المنطلق شددت دولة قطر مراراً وتكراراً، وفي جميع المحافل الدولية على أهمية التوصل إلى معاهدة شاملة تحتوي على تعريف محدد للإرهاب، حيث إن وجود تعاريف فضفاضة يمكن أن يفضي إلى إساءة استخدام هذا المصطلح واستغلاله، مما يؤدي إلى وقوع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، ويقف ضد حق الشعوب في الكفاح ضد الاحتلال، وضد حقها في تقرير المصير. وضد حقها في التنمية والديمقراطية.وفي هذا السياق، لا نعتقد أن مؤتمراً كالمؤتمر الذي نظمته حكومة المالكي في بغداد يوم الأربعاء الماضي، بالمنطقة الخضراء، بحضور عدد من ممثلي دول عربية للأسف، وخصص المالكي جزءاً من كلمته ـ خلال هذا المؤتمر ـ لتوسيع اتهامات كاذبة وادعاءات باطلة، بحق دول تسعى بكل جهد صادق ومخلص، لمواجهة ظاهرة الإرهاب بنشر الحرية والعدالة، لا بتكريس الطائفية المقيتة، والعنصرية البغيضة، لا نعتقد أن مؤتمراً ولد ميتاً كهذا، سيخرج بتوصيات أو نتائج أو اتفاقيات تسهم في مواجهة ظاهرة الإرهاب.