12 سبتمبر 2025

تسجيل

وجهة نظر

15 فبراير 2021

الأحوال المعيشية في كثير من دول العالم العربي لا تتحسن وتزداد سوءاً على سوء برغم الخيرات الكثيرة في هذه الدول وهي تكفي الجميع، إلا أن عصابات علي بابا والأربعين حرامي التي تزدهر بطول العالم العربي وعرضه تنشر الفساد بشتى أنواعه على نطاق واسع، لم تترك للشعوب شيئاً حتى فتات أبسط مقومات الحياة الكريمة، وحسب رأيي لم تخرج الشعوب للشوارع للمطالبة بالحرية فقط، فالحرية شيء جميل ومهم، ولكن ليس بأهمية الحياة الكريمة من معيشة وأمن وأمان كالذي عندنا بفضل الله هو ربما من أعظم ما يتمناه الإنسان في حياته، وكم هو أجمل كذلك إذا كان في سربه آمنا وفي محفظته نقود تكفي مصاريفه مع عائلته ويعيش حراً كريماً ويجد الدواء والتعليم والسكن المناسب، فذلك والله لمن غايات المُنى، أتدرون أكثر شيء يؤلم الإنسان عندما يدخل بيته خالي اليدين ويرى في عيون أطفاله الحرمان والجوع وهو عاجز عن فعل أي شيء لهم تجد قلبه يتمزق ويتفطر من الحزن والأسى وربما اضطرته الظروف وكانت نفسه ضعيفة بأن يفعل شيئاً يُجرمه القانون في سبيل ذلك. وفي بعض الدول تأخذ الحكومات أرزاق الناس لو لم أبالغ من أفواههم بحجج كاذبة وواهية، وللأسف تُصرف على كماليات المتنفذين في الثروات والقرارات، وكل ما يحصل في العالم العربي من مشاكل وحروب واختلافات سياسية وعداوات لا تهدأ في مكان حتى تبدأ في مكان آخر بسبب السيطرة على الثروات، وكل يريد أن يأخذها لنفسه وللمحيطين به دون توزيعها توزيعاً عادلاً يُرضي جميع الأطراف، أما مصلحة الشعوب والأوطان فهي شعارات جوفاء آخر ما يفكرون به. ومن الأشياء اللافتة للنظر وتدعو للاستغراب والدهشة برغم الحاجات الماسة للشعوب وما أكثرها إلا أنك تجد الأموال تخرج لشراء الأسلحة وتغذية النزاعات والحروب ولا تجد عجزاً في هذا الجانب كالذي تجده في أهم حاجيات الناس في المسكن والمأكل والملبس. وآخر الكلام: من يجد الحياة الكريمة في وطنه ويعيش فيه حراً كريماً فليمسك عليها بأسنانه ولا يفرط فيها ويشكر الله عليها ليل نهار، والعدل المطلق والمساواة ربما غير موجود وربما حتى في عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي يُضرب الوصف في عدله فالكمال لله وحده والبشر يصيبون ويخطئون. [email protected]