قطر والناتو.. شراكة مميزة

منذ انضمام قطر الى مبادرة إسطنبول للتعاون التابعة لحلف شمال الاطلسي (الناتو) في 16 فبراير 2005، طورت الدوحة عبر مسيرة طويلة، علاقات مميزة مع الحلف وصلت الى درجة الشراكة معه وتعزيز التعاون الفعلي بينهما، في مجالات تحقيق الاستقرار الدائم والأمن في منطقة الخليج، وإصلاح القطاع الدفاعي والتعاون الأمني والعسكري وأمن الطاقة، فضلا عن المشاورات السياسية المستمرة. وبالأمس توجت قطر هذه المسيرة من العلاقات مع حلف الناتو من خلال توقيعها على اتفاق فتح مكاتب بعثة دولة قطر وممثليتها العسكرية في مقر الحلف في بروكسل، وذلك تنفيذاً لترتيبات برنامج الشراكة الفردية والتعاون. إن حضور قطر من خلال بعثتها في مقر الحلف في بروكسل، لم يأت من فراغ، وانما نتيجة لمساهماتها البارزة في دعم جهود الحلف، حيث سبق أن استضافت الدوحة ثلاثا من الفعاليات والاجتماعات المهمة للحلف، كما ظلت تشارك في الكثير من الاجتماعات التي يعقدها الحلف، ومن بينها المشاركة في قمة قادة ورؤساء حكومات دول حلف شمال الأطلسي التي عقدت في عام 2018. ومن المحطات المهمة في مسار العلاقات كان التوقيع على اتفاق أمني يوفر إطاراً لحماية تبادل المعلومات بين قطر والحلف، فضلا عن انضمام قطر إلى عملية "الدعم الحازم" التابعة لحلف "الناتو"، وكذلك العملية التي قادها حلف شمال الأطلسي تحت اسم "الحامي الموحد" لحماية المدنيين في ليبيا، بتفويض من مجلس الأمن الدولي. إن هذا التطور المهم في العلاقات بين دولة قطر وحلف الناتو، والتي تخللتها محطات مهمة من التعاون السياسي والعملي، يمثل محطة بارزة في طريق الشراكة بين الجانبين، إذ ينتظر أن تساهم مكاتب البعثة القطرية في تعزيز حضور الدوحة داخل المنظمة ومشاركتها في الأنشطة العسكرية والمدنية، وتسهيل عملية التواصل المباشر وتكثيف اللقاءات والاجتماعات الثنائية متعددة الأطراف، بما يدعم العلاقات مع الحلف والدول الأعضاء فيه.