حلم ولكن ممنوع

يُحكى أن هناك ست مزارع قريبة من بعضها البعض مختلفة الأحجام متشابهة الثمار بل نفسها وإذا هبت عليها عاصفة اقتصادية اضطربت أشجارها فلم تحمى جيداً من التقلبات المناخية؟؟وكانت في هذه المزارع أبقار تنتج الكثير من الحليب بعضها يكفي لسكان هذه المزارع والبعض لديه فائض كبير في الإنتاج والكثيرون ينظرون لخيرات هذه المزارع بنظرة حسد وحقد واستهزاء ويستكثرون عليها هذه الثروة بل يتمنون أن تزول ويرجع هؤلاء إلى سابق عهدهم كأجدادهم إلى الصحراء وإلى البحر ويصيب هذه المزارع جفاف وقحط ويجف الضرع ويهلك الزرع؟! ودائماً ما ينسون ما قدمته لهم هذه المزارع ويبدون ما لا يخفون، وجه في الظاهر والآخر في الخفاء مختلف، ففي الحقيقة هم لا يشبعون برغم ما في مزارعهم من خيرات لا تعد ولا تحصى فكل من أتى سرقها ونشر مزيدا من الفساد في ربوعها؟؟ورغم ما طلبوه من الحليب لتقوية مفاصل مزرعتهم بالكالسيوم إلا أنهم يأخذون جل الحليب الذي طلبوه بحجة المزرعة وسكانها فلقد استغرب الكثيرون من ذلك أين يذهب كل هذا الحليب فما زال الكساح مُستشري وأهل المزرعة يصارعون من أجل البقاء وضيق ذات اليد؟؟ فلم يأكلوا منها لا جبن ولا لبنة ولم يشربوا لبن ولا حتى مشّ فلقد عبثت بها البكتيريا الخبيثة وحولتها خارجاً؟؟ وتمضي الأيام وفي ذات يوم خرج علينا تسجيل يسخر من أهل تلك المزارع ويقول هؤلاء لديهم حليب مثل البحر فلنأخذ المزيد منه بحجة عندما يأتي إليهم غزو الجراد سوف نحميهم وندافع عنهم ويقولون شر البلية ما يضحك فالذي ليس لديه دواء يعالج به نفسه كيف بالله عليكم يصف علاجا للآخرين؟! مع إننا نحب سكان تلك المزرعة ونتمنى لهم كل خير ونرخص لهم الغالي والنفيس إلا أن لا يصلهم أي شيء من الخير الذي نبعثه... وقد يقول قائل لسكان المزارع الست هذه النظرة الحقيقية التي يُنظر بها لكم وما سمعتموه ليس إلا غيض من فيض فاجعلوا خير مزارعكم لشعوبكم فهم أولى من الغريب.. فابنوا بيوتهم وزوجوا عزابهم وعالجوا مرضاهم وأشيعوا المحبة بينكم ففي اتحادكم خير للجميع وفي تفرقكم مصيبة كبرى... ولا تركنوا للغير في حماية بلدانكم فلديكم الإمكانيات الكبيرة الكفيلة بجعلكم قوة يحسب لها ألف حساب ولكن للأسف من يسمع ومن يتعظ؟؟ وإذا بي أسقط من السرير فكل هذا حلم ففي العالم العربي ممنوع عليك أن تحلم وتذكرت قول سعد الفرج في إحدى مسرحياته: احلم على كيفك لكن حلم سياسي ممنوع ممنوع؟؟؟؟