15 سبتمبر 2025
تسجيللاشك أن الله عزيزٌ ذو انتقام ولو طالت الأيام والليالي ولو ألهاهم الأمل، وها نحن نرى تَهاوي عروش الظالمين واحدا تلو الآخر من فراعين هذه الأُمة وعلى الباقين أن يتوقعوا نفس المصير ما لم يُبدلوا الظلم بالعدل والسيئات بالحسنات، وأن يعطوا الشعوب من خير أرضهم من فضل الله وليس مِنةً منهم أو كرماً، وإن ما آل حالهم إليه يدعو إلى الشفقة التي نُزعت من قلوبهم!! كيف يتحملون وزّرَ هذه المظالم التي ارتكبوها في حق أنفسهم وشعوبهم؟؟!! فبأي وجه سوف يقفون أمام الله عزَّ وجل؟؟ وهل هذه الثروات التي سرقوها تُساوي لحظة من لحظات جهنم العَصيبة أو تُعفيهم من عذابها؟؟ وهل قتل هؤلاء الشهداء سوف يَمرّ عند الله مرور الكرام وهو أهون عليه أن تسقط أحجار البيت العتيق حجراً حجرا ولا يُقتل مسلم برئ؟؟ وهل هم يعتقدون بأن لهم ذرة محبة في قلوب شعوبهم التي أذاقوها الوَيل على أيدي من يُشاطرونهم الإثم والعدوان أو أن المنافقين الذين من حولهم والذين زينوا لهم سوء عملهم ولم يُصدقوهم القول أو الفعل سوف لن ينفعونهم فهم أول من يتخلى عنهم؟؟ وأنا كنت أسمع في إحدى قنوات هذه الدول التي سَئمت الظلم والمعاناة وحطمت أسوار الاستعباد ورفضت أن يستمر الظلم إلى ما لا نهاية، هذه الدولة العظيمة، التي لا يليق بها هذا الوضع وهذا الرئيس الذي قَزَّم دورها بعد أن كانت لها القيادة والريادة، هذه الأرض المباركة، التي وصف القرآن من يدخلها بأنه من الآمنين فيها من الخير الكثير فلقد رحل هذا الكابوس الذي طالت سنواته العُجاف ولم تكن كسنين حلم سيدنا يوسف عليه السلام السبع، ماذا يريد أكثر من ذلك؟!! وماذا يريد أن يفعل أكثر مما فعل وماذا يريد أن يأخذ أكثر مما أخذ؟؟!! فلقد سرق الذي هو أهم من المليارات سرق أحلام وأماني وأمنيات الناس وكل ساعة يذكرهم بأمجاده والتي للأسف الشعب هو الذي دفع ضريبة ذلك، فليس وحدهُ هو البطل وليس وحدهُ من قاتل فهناك الآف الأبطال الذين مسح هويتهم ولم يعيشوا مُعززين مُكرمين في عهده بل عاشوا على قارعة الطريق أو على مبالغ بسيطة لا تتماشى وما قدموه من تضحيات في سبيل الوطن ولا توافرت لهم حياة كريمة يختم بها الإنسان حياته، وفي هذه القناة الحكومية والمذيع يستعرض تُهم سلب المال العام من قِبل هؤلاء الوزراء من الذين يجود العالم العربي بالكثيرين من أمثالهم من السُراق الذين دَفنوا ضمائرهم تحت التراب واستغلوا نفوذهم أبشع استغلال وكونوا ثروات وباعوا تراب الوطن وثرواته الطبيعية التي هي مال الشعب بثمنٍ بخس وآخرتهم كذلك والكل يجتهد في السرقة لا في التنمية!! فقد سمعنا عن أحد المسؤولين الإسرائيليين عندما أخذ أرضا من أملاك الدولة تم حرمانه من منصبه فهذا لا يحدث في العالم العربي ففيه تُسرق مقاطعات وتؤخذ بدون وجه حق أمام أعين الناس!! وأحياناً تُطالب بحقك فيكتب على طلبك كل أنواع عبارات الرفض المعروفة وغير المعروفة ويتفننون في سياق المُبررات ويفندون مختلف الأسباب!! فهنيئاً لشعب مصر العزيز وعُقبال الشعوب العربية الأخرى التي تُعاني من الظلم والقهر والاستبداد، فأرض الكنانة جزء لا يتجزأ منا وشعبها شعب عزيز علينا فلقد أنجلى الظلام الدامس حفظ الله أرضها وجعلها سبحانه آمنة كما وصفها، كما أتمنى أن تقوم الدول العربية الغنية بالوقوف مع مصر والاستثمار فيها وتوفير المساعدات لها التي تُغنيها عن الدول الأجنبية التي تطلب مقابل اتجاه ذلك، وآخر الكلام أقول لكل ظالم مهما صغر أو كبر راجع نفسك فو الله هناك سورة في القرآن الكريم سورة سيدنا إبراهيم لو قرأتها لمُلئت رعباً وخوفاً من المصير الذي ينتظر الظالمين اللهم أجعلنا من المظلومين لا من الظالمين والسلام عليكم. [email protected]