10 سبتمبر 2025

تسجيل

السؤال الغائب «من أين لك هذا»

15 يناير 2024

هناك خيوط كثيرة يحسب أصحابها بأنها طويلة وقوية ولن تنفتل في يوم من الأيام وتنقطع ويسقط أصحابها وتتكشف الحقيقة ومنها مثلاً حبل الكذب الذي لو طالت به الأيام سوف تعرف حقيقته؟؟ ومن تلك الحبال وقصصها التي نسمع عنها بين الفينة والأُخرى وانقطعت بأصحابها وإن كشف مستورها وأمرها في كثير من دول العالم الثالث وبان جلياً مصدر هذه الثروات القذرة التي يملكها البعض سواء التي تم أخذها من الأموال العامة أو من الغسيل الذي ليس من غسيل الملابس بل من المليارات من أجل مزيد من النظافة من غسيل الأموال القذرة لكي تكتسب نظافة وتلبس الملابس القانونية وتذوب في مختلف الاستثمارات لمزيد من الشرعية! وهذا حال الإنسان ذي النفس الضعيفة الطماعة والخالية من الخوف من الله والبعيدة كل البعد عن طلب الرزق الحلال، وسيان عندها إن كان حراما المهم الحصول عليه بأي طريقة ووسيلة؟؟ فالبعض للأسف هم في الأصل غير محتاجين لهذا السلوك المُشين والإجرامي ورب العالمين قد أعطاهم من فضله ولديهم ثروات كثيرة أو مناصب رفيعة وأعطوا ثقة كبيرة من أرباب العمل ولوّوا على أمانات كبيرة وعلى مال البلاد والعباد ولكن خانوها؟؟ وانظروا ماذا كان مصيرهم افتضاح أمرهم واسترجاع الأموال منهم حتى التي سجلوها بأسماء مختلفة من ذوي القربى للهروب من المساءلة القانونية ثم السجون لسنوات عديدة. لا أتكلم عن حوادث بعينها ولكن في العموم وهذه من صور الفساد الذي يشتهر في هذه المجتمعات؟؟ حتى إن هناك أُناسا غير محتاجين أعطاهم الله ما يغنيهم وبرغم ذلك تجد إنهم يتسابقون لأكل الربا بمختلف أنواعه مع علمهم بالوعيد الشديد من قِبل رب العالمين جل جلاله لآكلي الربا وإن مصيرهم سوف يكون سيئا يوم الدين؟؟ وعندما ترى أُناسا قد تعرفهم عز المعرفة لم يكونوا أثرياء ولم يورثهم آباؤهم شيئا يُذكر فجأة بان عليهم الثراء الكبير عقارات في كل مكان أرصدة بنكية منازل عبارة عن قصور سيارات فارهة استثمارات محلية وخارجية لدرجة أنك تُصاب بالدهشة والاستغراب حتى ولو كانوا من أصحاب المناصب أو من أصحاب العمل الخاص؟؟ فهل وجدوا مثلا المصباح السحري أو أمطرت عليهم سحابة مطرها ذهبا، فالكثيرون قد عملوا سنين طويلة وخرجوا من الوظيفة لربما بخفي حنين؟! والسؤال الغائب في كثير من الدول وهو من أين لك كل هذا ساهم في زيادة مثل هذه الأفعال؟؟ كذلك من المُلاحظ بأن أصحاب المناصب وخاصة التي فيها درجة الدسومة زائدة وتبادل للمصالح الشخصية لا يخرجون من هذه المناصب إلا بثراء فاحش في سنين قليلة بل في العالم العربي لم يخرج مسؤول من الوظيفة إلا بأملاك لا تعد ولا تُحصى كما ان لضعف الوسائل الرقابية في مجمل العالم الثالث أدى لتعاظم مثل هذه الظواهر السيئة !.