23 سبتمبر 2025

تسجيل

نحو إرادة دولية لإنهاء صراع ليبيا

15 يناير 2020

مع تضييق المجتمع الدولي الخناق على جنرال ليبيا المتمرد خليفة حفتر، وأمام التجاوب الذي أبدته حكومة الوفاق المعترف بها دوليا مع الدعوة لوقف إطلاق النار وحضور محادثات في موسكو، لم يجد جنرال الحروب والفوضى إلا مغادرة مفاوضات موسكو متذرعا برغبته في التشاور. مراوغات جنرال الحرب لم تعد غريبة على المجتمع الدولي الذي بات يدرك اللعبة الإقليمية في ليبيا والتي يدفع ثمنها الشعب الليبي الشقيق جراء حسابات إقليمية وقع ضحيتها المواطن الليبي، الذي ثار من أجل أن ينعم بالعيش الكريم وبثروات بلاده. على أن اقتراب المجتمع الدولي من الملف الليبي والتوافق على ضرورة وقف إطلاق النار وإصرار المجتمع الدولي على الحل، وتحذير الجزائر دولة الجوار الليبي بعدم مهاجمة طرابلس واعتبارها خطا أحمر أمام الميليشيات، كل ذلك يضع جنرال الحرب وحلفاءه في عزلة دولية وتكشف عدم رغبتهم في الحل السلمي وإصرارهم على المراوغة أملا في كسب الوقت لإعادة الهجوم على العاصمة طرابلس. ومع تحديد ألمانيا الأحد المقبل موعدا لعقد مؤتمر برلين الذي سيكون برعاية الأمم المتحدة ويحضره الأطراف الليبية المتنازعة وعدد من زعماء دول الجوار الليبي ودول إقليمية وأخرى معنية بالصراع، في مسعى لحل الأزمة التي تشهدها ليبيا، يتجدد الأمل في أن يكون المؤتمر مفتاحا لحل الصراع الذي طال بدون أفق للحل، وأن تضغط الدول الكبرى على الأطراف المتحاربة ويحتكم الجميع إلى الشرعية وتقتنع الأطراف التي تحمل السلاح بأن الحرب لن تحل الأزمة، وأن إنهاء الصراع يكمن في الجلوس إلى الحوار واحترام كافة مكونات الشعب الليبي وعدم الاستقواء بالخارج.