13 سبتمبر 2025

تسجيل

النموذج السياسي الحبتوري

15 يناير 2019

في الإمارات، تسود حالةٌ من السياسة الحبتورية التي يمثلها خلف الحبتور، وهو رجل أعمال وملياردير يبلغ السبعين، ويتميز بثقافة ضحلة وعنصرية مقيتة، ويعاني من تضخُّم الأنا والانفصال عن الواقع، ويصر دائماً في تغريداته المصورة والمكتوبة على طرح النموذج الاستبدادي الظبياني وكأنه السبيل الوحيد للشعوب العربية للخروج من أزماتها، مما يدفعنا إلى اتخاذ الحبتور وسيلةً للتعرف على أركان هذا النموذج. 1) عقلية القطيع: حيث تسود المجتمعَ أفكار ورؤى محددةٌ لا يُسمح لأحد بمناقشتها أو الاعتراض عليها ما دام الحاكم يراها صواباً مطلقاً. ففي مقطع ڤيديو للحبتور، قال إن الديمقراطية بلاءٌ وسببٌ للخراب، ويجب على الدول العربية الأخذ بنموذج الحكم الإماراتي الذي يضمن كرامة وأمان وخير المواطن. وهنا، نسأله عن المعتقلات في بلاده التي تضم خيرة الرجال والنساء، وعن عبادة الفرد التي يمارسها مواطنوه خوفاً من الاعتقال والتعذيب، أو طمعاً بالمال وتقرباً لقيادة أبو ظبي. ونتساءل عن معنى الحياة إذا عشناها كأدوات تأكل وتشرب وتتزاوج وتعمل بشرط أن تصمت أو تتراقص تأييداً لسياسات تستبيح الكرامة والإنسانية، وتدمر الدول الشقيقة، كما هو حال سياسات قيادته. 2) النازية الوطنية المتطرفة: فالرجل يسير على خطى الزعيم الألماني النازي: أدولف هتلر في عنصريته، لكن هتلر نادى بعنصرية قومية ألمانية، أما الحبتور فإنه ينادي بعنصرية تميز بين المواطنين، وتشكك في وطنيتهم وولائهم لبلادهم. فقد دعا في مقطع ڤيديو إلى الحذر من الإماراتيين ذوي الأصول العربية، ومنهم بخاصة الذين تعود جذورهم إلى بلاد الشام، وطالب بضرورة مراقبتهم أمنياً لأن ولاءهم مشكوكٌ فيه. فهل هذا كلام يتردد في بلد يدعي قادته وإعلامه أنه وطنٌ للتسامح؟. وكيف لليمنيين والمصريين والليبيين، وسواهم من شعوب تدفع من مصائرها ودمائها أثمان سياسات أبو ظبي، أن تقبل بأدوار للإمارات في الحاضر والمستقبل؟. إن الحبتور يبحث عن دولة بوليسية قمعية تُفرِّق بين مواطنيها، وترعاهم داخل أسوار زنازين التخوين والخوف. 3) العداء للإسلام: وهذا دورٌ خطيرٌ يقوم به الحبتور، حيث إنه يتعامل مع الحالة الأمنية وكأنها نتاجٌ للخروج على المحرمات والقيم الإسلامية والتقاليد والأعراف الاجتماعية، فيدعو إلى إباحة الخمور والعلاقات المحرمة تحت دعاوى أن الله تعالى هو الذي يحاسب البشر في الآخرة. بمعنى آخر، هو ينادي بتعطيل الأخذ بالقرآن الكريم والسنة النبوية كإحدى ركائز التشريعات والقوانين. وهنا، ينبغي أن ننتبه إلى أن الفرق كبير بين وجود حالة فندقية محدودة يُسمح فيها بمعاقرة الخمور في معزل، وحالة يتم فيها المجاهرة بذلك على مستوى المجتمع وحمايتها قانوناً رغم أن معظم الناس يرفضونها. 4) القضية الفلسطينية: منذ انطلاقة الربيع العربي سنة 2011م، انطلقت قيادة أبو ظبي في حملات محمومة لوأد أحلام الشعوب وآمالها في حياة كريمة وعدالة ونهضة، ولأنها تدرك أن القضية الفلسطينية هي مركز الفعل ورد الفعل في العقل العربي والإسلامي، فإنها ركزت جهودها على محاولة تخليق قبول بمشروع صهيوني لا وجود فيه لفلسطين، كان الحبتور أحد أبرز دعاته، فأخذ يدعو للقبول بالصهاينة كجزء طبيعي من شعوب المنطقة، وتناسى أن السلام لا يكون إلا بالاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، وليس حالةً إعلامية يسعى المتصهينون أمثاله إلى ترسيخها. إنه يؤمن أن الحالة الإمبراطورية الوهمية لبلاده لا تتحقق إلا بوجود كيان صهيوني يدير المنطقة سياسياً واقتصادياً. 5) الخليج الإماراتي: تعتقد قيادة أبو ظبي أنها قادرة على تغيير الواقع السياسي في خليجنا العربي، بحيث يتم إلحاق قطر وعُمان بالإمارات، والكويت بالسعودية. وهذا حلم قديم بائس لا يمكن تحقيقه أبداً، لكنها تسعى إليه بالتآمر والدسائس ونشر خطاب الكراهية، وتزوير التاريخ. فالحبتور، يريد إرغام التاريخ على القبول بوجود إماراتي مستقل يمتد منذ قبل ميلاد السيد المسيح، رغم أن دول المنطقة والدول العربية كلها تتشارك في تاريخ واحد تفخر به، إلا أن الرجل يلهث وراء سراب السياسات الرعناء لقيادته. ◄ كلمة أخيرة: قد ينجح الحبتور في النعيق والنعيب لكنه سيفشل في تشويه روح الأمة كما فشلت قيادته في تحطيمها . [email protected]