20 سبتمبر 2025
تسجيللا يختلف أحد على أن التحديات الخطيرة التي تواجه العالم اليوم، باتت تحتاج الى مبادرات خلاقة وآليات جديدة أكثر تمثيلا لإرادة المجتمع الدولي، خلافا لتلك الآليات القديمة، وعلى رأسها مجلس الأمن، الذي أثبتت التجارب فشله في القيام بدوره الأساسي في حفظ الأمن والسلم الدوليين.ما من نموذج أكثر وضوحا، على عجز مجلس الأمن وفشله في الاستجابة للتحديات الراهنة، من الأزمة السورية، التي كشفت عن سقوط ورقة التوت عن آليات المجتمع الدولي القديمة والتي هي من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وتمثل إرادة المنتصرين في الحرب آنذاك، بأكثر من كونها تعبر عن الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي.وفي هذا السياق، تبرز أهمية الاجتماع الدولي الذي تستضيفه الدوحة، خلال هذين اليومين، حول إصلاح مجلس الأمن الدولي، ذلك أن التحديات التي يشهدها النظام العالمي حاليا، تضع نظام الأمن الجماعي في الأمم المتحدة في تحد حقيقي واختبار صعب، حيث باتت الحاجة ملحة لإنجاز عملية إصلاح مجلس الأمن بأسرع ما يكون؛ نظرا لإخفاقه الذي لا يحتاج الى برهان القيام بمسؤولياته. إن مثل هذه الاجتماعات وحجم ونوعية المشاركة فيها، وتصاعد الأصوات المطالبة بإصلاح مؤسسات الأمم المتحدة، تبشر بأن المجتمع الدولي يمضي باتجاه اعتماد نماذج وآليات جديدة أو تحسين أداء ما هو قائم من مؤسساته، لتصبح أكثر تعبيرا عن إرادته، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاق جمعي على معايير وضوابط تحقق التوازن العادل في التمثيل والفاعلية.