12 سبتمبر 2025

تسجيل

ديما مغرب

14 ديسمبر 2022

يقول مذيع البرنامج الرياضي في قناة ام بي سي: لم يكن المغرب يمثل نفسه في كأس العالم ٢٠٢٢ بل مثلنا جميعا. والمذيع بهذه العبارة كان، على ما أعتقد يمثلنا نحن العرب جميعا أيضا، فكلنا نريد أن نردد هذه الجملة ونؤكد على أن المغرب أصبح يمثلنا كعرب في الأدوار النهائية من كأس العالم. يكتب المنتخب المغربي التاريخ بفوزه التاريخي على البرتغال ليصبح أول منتخب إفريقي وعربي وأول منتخب خارج القارة الأوربية وأمريكا الجنوبية يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم. الفرحة شملت كل العواصم والمدن العربية بالتأهل للمربع الذهبي حقق المنتخب المغرب فرحة لكل العرب بالوصول للنهائي لأول مرة بعد ملحمة كبيرة من اللعب بروح رياضية عالية والاستبسال في المباراة. ليست مجرد فرحة بفوز بالمباراة فقط انما فرحة بكسر احتكار الصعود للمنتخب العربي أخيرا. فرحة كبيرة في جميع البلاد العربية، التهاني بالفوز انهالت عليهم من كل أنحاء العالم، من رؤساء الدول والمشاهير ومن الشعوب أيضا. وغني عن القول أنه انجاز كبير للمدرب الوطني وليد الركراكي الذي تولى تدريب المنتخب قبل ٣ أشهر فقط من المونديال وصعد بهم للدور النصف النهائي، لمنتخب أغلب لاعبيه يحترفون لعب كرة القدم في أندية أوروبية وكل لاعب في نادي ما عدا 3 من نادي الوداد البيضاوي ويلعبون بصفتهم احتياط. فرحة التماسك بين كل الشعوب العربية المسلمة لا توصف طبعا وعشق الشعوب لقضية فلسطين ورفع علم فلسطين أصبح إشارة الفوز، ورفض التطبيع مع المحتل. وهذا ما تميز به مونديال قطر أساسا، فعلم فلسطين أصبح هو أيقونة المشجعين في كل العالم. ويعتبر منتخب أسود الأطلس أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى المربع الذهبي في كأس العالم لكرة القدم وفي النسخة التي تُقام للمرة الأولى على أرض عربية وهو ما يضاعف الفرحة ويجعل من هذه النسخة نسخة استثنائية لا تنسى أبدا. ‏فريق يلعب ضد كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال، ويصعد إلى المربع الذهبي لمونديال كأس العالم، دون أن يتمكن أي منافس من التسجيل في مرماه، والهدف الوحيد كان هدفًا عكسيًا في مرماه في مباراة كندا. أداء خيالي جميل لعب قتالي وبونو حارس شرس من أفضل حراس العالم دافع عن شباكه وأنهى حلم رونالدو بكأس المونديال. وبرغم أن الحكم طرد لاعبا مغربيا في الدقائق الأخيرة ولكن الفوز تحقق أخيرا، وانتصر المغاربة على عكس ما كان يتوقع خبراء الكرة العالميون الذين اعتادوا على تسيد فرق أوربا لكرة القدم. الجميل أيضا فرحة اللاعبين واحتفالهم بالفوز بسجود الشكر واحتفالهم مع امهاتهم في وسط الملعب بصور جميلة للبر ودرس للأجيال ليعلموا أن النجاح والتوفيق من رضا الله ثم الوالدين بلا شك فرحة أم وفرحة أمة. استاد الثمامة يودع المونديال بذلك الفوز الكبير لأسود الاطلس بعد ٨ مباريات، وكأنه يحتفل أيضا بفوز المغرب. لقد امتلأت الشوارع والساحات بالمحتفلين العرب بفوز اسود الاطلس في مشيرب وسوق واقف والوسيل وغيرها وتلونت الأبراج بعلم المغرب في قطر وكثير من الدول العربية انجاز غير مسبوق إنها فرحة شعب وانتصار أمة. وصحيح أنه فوز رياضي فقط، ولكن له دلالات كبيرة تشربتها نفوس الأجيال الجديدة، فما دمنا كعرب قادرين على تحقيق الحلم الرياضي الكروي والانتصار في الملعب بالتأكيد سنكون أيضا قادرين على تحقيق كل الاحلام الأخرى والانتصار في كل المجالات إن عزمنا على ذلك بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، وهذا درس كبير جدا وهو من أجمل دورس الانتصار المغربي. فخر لنا أن نشهد هذا الفوز على أرض قطر أجمل نسخة مونديال، وأتمنى ان يتحقق الحلم في استاد البيت أن يكون المنتخب المغربي في النهائي ويرفع كأس أجمل مونديال، فيفا ٢٠٢٢. فعلا كرة القدم لا تعرف المستحيل، المستحيل ليس مغربياً فعلا هزمتم المستحيل... ديما المغرب... كل هذا وبيني وبينكم.