10 سبتمبر 2025

تسجيل

رواية الحرب

14 ديسمبر 2016

اقترحت على أصدقائي على صفحتي في الـ"فيس بوك"، كتابة رواية الحرب، في قصاصات يومية متلاحقة، تتبعها شروحات الأصدقاء وإضافاتهم، وآراؤهم الفنيّة. وأسعدتني موجة ردود مختلفة تعلن وقوفها مع الفكرة، واستعدادها للمشاركة والمساهمة وإبداء الملاحظات. وما أن كتبت القصاصة الأولى، حتى كتب لي صديقان معلومات عن الفكرة التي وردت في استعراض حياة الشخصية الأولى.من جهتي، أحسب أن كتابة الكارثة السورية يجب أن تكون عملًا جماعيًّا يحيط بالشخوص والأمكنة والأحداث والآراء، فالحرب التي شارك فيها "كلّ لسنٍ وأمّةٍ" تحتاج معالجة هادئة خارج التنميط، شخصيات قادمة من بلاد عربية وإسلامية لها ظروفها وأسبابها اصطدمت بخصوصية المكان، وفي المقابل، فالسوريون اللاجئون والنازحون بإثنياتهم وطوائفهم اصطدموا بخصائص الأمكنة الجديدة.تبدأ الرواية من العام 2023، أي بعد سبع سنين، أي بعد مدّة كافية لتضع الحرب أوزارها، وتبدأ استحقاقات النهاية، النهاية التي ينتظرها الجميع بتلهّف وتوجّس في آنٍ معًا، وهنا ستنتظر الرواية صعوبات جمّة، إذ لا يستطيع أحد التنبُّؤ بما يجري غدًا، فهذا في علم الله وحده، ولكنّ مهمة العمل الروائي استبصار الغد بما في يد الروائي أو الرواة من معطيات. وهنا سأضع قارئ الشرق أمام جزء من المشهد الأوّل: "تأخّرت الحوالة شهرين، فمنذ 12نيسان 2023 تنتظر جمانة، أخبرت ابن أختها الشاب في ألمانيا أنها في حاجة إلى 300 يورو، لكن الربيع يودّع الأرض، والحصاد على الأبواب، كانت تريد شراء عنزتين من جارتها، نعم.. رأت في ذلك مكسبًا. في الـ2014 هاجر صبحي العبود، كان ابن الخامسة عشرة محظوظًا يومها، دخلوا من معبر تل أبيض، وصل أزمير مع ثلاثين شابًّا، ولم يكن في جيبه غير 500 دولار".