قطر وجهود حل الأزمة اليمنية

منذ تفجر الأزمة اليمنية أخذت الدوحة على عاتقها ضمن منظومة مجلس التعاون السعي لإنقاذ الأشقاء باليمن من محنتهم؛ رغبة في تحقيق الاستقرار داخل الأسرة العربية وعلى المستوى الإقليمي، وتأكيدا لاحترام رغبات وتطلعات الشعوب التي خرجت إلى الشوارع خلال ثورات الربيع العربي تعبر عن نفسها وعن طموحاتها وآمالها في حياة أفضل. ومنذ ذلك التاريخ تؤكد قطر دعمها لحل أزمة اليمن على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الأممي 2216. وفي هذا السياق جاء أمس استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خالد محفوظ بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء، وذلك بمناسبة زيارته للبلاد. حيث جرى خلال المقابلة بحث تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية. ويكتسب هذا اللقاء أهميته باعتبار أن الدوحة قد عرفت بنذر نفسها لحل الأزمات، سواء إقليمية أو دولية ثنائية أومتعددة الأطراف. وهو ما سجلته بنجاح في لبنان ودارفور وغيرهما من الملفات الإقليمية، فضلا عن كون اللقاء يأتي قبل يومين من جولة مباحثات جديدة ستعقد في سويسرا غدا بشأن الأزمة اليمنية، ويحضرها ممثلون للحكومة اليمنية والحوثيين برعاية أممية، وهي تمثل باعتقادنا فرصة جديدة لتحقيق الاختراق أكثر من أي وقت مضى في هذا الملف الدامي حيث قتل نحو 6 آلاف شخص وأصيب نحو 28 ألفا. ومن المؤكد أن جولة الغد بسويسرا بحاجة إلى تنازلات من الجانبين لإنقاذ اليمن، وإرساء الاستقرار في ربوعه كوطن للجميع، وهي ذات القناعة التي توصلت إليها دول مجلس التعاون، ومن هنا جاء تأكيدها خلال قمة الرياض الأخيرة على حتمية الحل السياسي للنزاع اليمني.