12 سبتمبر 2025
تسجيللا شك بأن الحياة الدنيا مهما طالت بها الأيام فهي دار فانية لا محالة من ذلك فقد دلت الآيات الكثيرة التي ساقها رب العالمين جل شأنه وتنزه عن كل نقص في محكم التنزيل والأحاديث الكثيرة التي وردت عن سيد الأنام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم على ذلك،،حتى سيدنا نوح عليه السلام الذي بلغ من العمر ما لم يبلغه أحد ففي النهاية توفاه الله، أما نحن قصار الأعمار من كثيرى الأشرار فلا يكاد الواحد منا يتعدى الستين أو السبعين تداهمه الأمراض من كل حدب وصوب حتى ولو فحص كل ستة أشهر فلا يتغير في الأمر اى شيء فله عمر محدود ورزق يستوفيه ومن ثم يأتي الرحيل من حيث لا يحتسب،،، حتى لو سكن في بروج مشيدة أو وضع له حرسا مسلحة أو ذهب إلى المريخ والمشترى كما قال الرحمن جل في عُلاه فيجب علينا أن نستعد لمثل هذا اليوم الذي نسيناه في خضم هذه الحياة الفانية ولهوة الأمل والتكالب على الدنيا؟؟ حتى نسينا الدار الباقية والتي فيها يتحدد مصيرنا إما لنعيم مقيم أو عذاب أليم أجارنا الله وإياكم منه وجميع المسلمين،،، وإذا سأل الواحد منا نفسه كم يدفع الواحد منا من أموال للحصول على متع الدنيا من قصور ونساء وجاه وخدم وحشم وقد يقتل ويسرق أو يظلم في سبيل ذلك ويرتكب المحرمات هذا في الدنيا؟؟ أما في الآخرة وفي الدار الباقية في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت أشياء قد لا يتصورها عقل الإنسان فكل ذلك لا يتطلب إلا حُسن عبادة الله ومراقبته في السر والعلن والصدق والأمانة والأكل بالمعروف والبعد عن الحرام والصدق في القول والعمل إلى آخره،،، أشياء بمقدور الكيّس الفطن أن يقوم بها فيحس بالراحة والمتعة الحقيقية التي فقدها الكثيرون بسبب البعد عن الله،،، فيجب علينا أن نعد العدة لمثل هذا اليوم ونحزم حقائب السفر ونضع فيها الأشياء المسموح بها التي لها كشف هناك موثق وهي التي سوف نأخذها معنا في الرحلة الأخيرة التي بلا عودة ولا نستطيع أن نأخذ غيرها؟؟ فالذي فيها هو الذي يسمح لنا بالمرور المريح في طريق صعب تجاوزه إلا أن تكون من عباد الله الصالحين وليس من الغافلين المنافقين الكاذبين،،،أما البعض منا قد حرص كل الحرص وسخر جل وقته ومسيرة حياته في ملء حقائبه بالأموال وصكوك العقارات وبالشركات والأسهم وربما أكل وشرب الربا ودخل مع خالقه في حرب لا يقوى عليها وما أخذه من حقوق الآخرين وما ليس هو من حقه أو استحل اموال البلاد والعباد يتلاعب فيها كيفما يشاء وسخرها في خدمة مآربه وترك للناس الفقر والعوز وكشفه موثق عند رب العالمين بالزمن والمكان؟؟وآخر القول قلوب الناس أصبحت قاسية قد لا تؤثر فيها نصيحة ولا هم يحزنون والخيار مفتوح للجميع (وَلاَتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، وصدق من قاللا دار للمرء بعد الموت يسكنها.... إلا التي كان قبل الموت يبنيهافإن بناها بخيرٍ طاب مسكنها..... وإن بناها بشرٍ خاب بانيها