30 أكتوبر 2025

تسجيل

أفراح وإنجازات لليوم الوطني

14 ديسمبر 2014

الحمد لله الذي هيأ أسباب الأفراح للدولة، وذلك قبل أن يتم الاحتفال السنوي الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر في كل عام، وذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله في تأسيس كيان دولة قطر وتلاحم شعبه من قبائل وعوائل وأفراد حوله في سبيل استقلال قطر ونهضتها بسواعد أبنائها. فحصول المنتخب الوطني على كأس الخليج 22 في العاصمة السعودية الرياض، أدخل السرور والبهجة في نفوس القطريين والمقيمين والمحبين للعنابي في كل مكان، وكان احتفال الإخوة في الخليج هو الأبرز، والأكثر تهنئة عند حصوله على الفوز، ثم كانت الفرحة الكبرى وخلال تلك الفترة باجتماع الرياض بين القادة في الخليج، وعودة الأمور إلى طبيعتها، والتي نتج عنها عودة السفراء إلى الدوحة مباشرة، فكان له الأثر الأكبر في نفوس أهل الخليج، وفي الأسبوع الماضي عُقدت قمة دول مجلس التعاون الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة 9 - 10 ديسمبر 2014 في الدوحة، وكانت القمة التي تمتعت أو لنقل تميزت بكسر الجليد الذي عملت القمة على إذابته بحنكة وحكمة وسياسة القيادة القطرية، التي اتخذت من الحوار أساسا لحل الخلافات، ولم تعتمد على أي أمر آخر من شأنه أن يزيد الانشقاق والفرقة بين الإخوة في الخليج الواحد. وها نحن نحنفل بإذن الله تعالى يوم الخميس القادم باليوم الوطني الذي يحمل شعار "وعاملت أنا بالصدق والنصح والنقى"، وهو شطر لبيت من الشعر لقصيدة معروفة للمؤسس رحمه الله، والتي تُبيّن حرصه وأساسيات حكمه، والدستور الذي رسمه لنفسه ولوطنه ولشعبه، فتناقلته الأجيال، وها نحن نحتفل باليوم الوطني وبإنجازاته بعد مرور أكثر من مئة عام على رحيله رحمه الله. وما مظاهر الاحتفال التي يُشارك بها الجميع إلا وسيلة لتذكير الأجيال بما قام به الآباء والأجداد في سبيل حصولهم على حياة كريمة يستقلون بها عن الغير في بناء الوطن، ويشاركون بها إخوة الدين واللغة والعقيدة والإنسانية بكل ما يستطيعون، وليس أدل من ذلك على جميع الشعارات السابقة التي تم اعتمادها عنوانا لليوم الوطني في أنها تخاطب كل من له علاقة بدولة قطر، سواء بالمواطنة أو بالعيش الكريم على أرضها، أو حتى بالإقامة فيها لفترة وجيزة أو حتى عابرة، فنحن نؤمن إيمانا راسخا بأن من حق الجميع أن يُشاركنا ويحتفل معنا في مناسباتنا، ولا نحصر عليه المشاركة في أمر دون غيره، وهذا ما لمسناه من الإخوة الإعلاميين بعد القمة الخليجية، وذلك عندما قاموا بزيارة مقر درب الساعي، كيف لمسوا ووجدوا تفاعل الجمهور من أجناس مختلفة في هذه المناسبة بكل حب وتقدير، بل وحرصهم على اصطحاب أهلهم وذويهم كبارا وصغارا للمشاركة في هذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع. والأجمل من وجهة نظري هو طرق الاحتفال المختلفة في الدولة، فالجهات الحكومية تُشارك بما تراه مناسبا لهذه المناسبة بطريقتها الخاصة، ولم يقتصر ذلك على الجهات الحكومية، بل إن التنافس من الشركات والمؤسسات الخاصة أيضا كانت أكثر فعالية، فالكل يحتفل بشكل شخصي أو عائلي أو حتى على مستوى القبائل القطرية التي أقامت وتقيم فعاليات بهذه المناسبة، فتجد الزيارات المتبادلة بين القبائل وتجد الشيوخ والوزراء والسفراء حريصين على المشاركة بهذه المناسبة، لدرجة أننا نستطيع القول بأن كل احتفالية هو مهرجان مصغر في "حب قطر"، كما أنها وسيلة في التعبير عن تجديد الولاء والعهد الذي ما زال يجري في عروق القطريين، وأنهم يُكملون سيرة الآباء والأجداد، وأنهم باقون ومستمرون على نهج الأولين ومحافظون على العهود التي قطعها من سبقهم على أنفسهم وأوصوا بها من بعدهم الأولاد والأحفاد، فهناك من يعتقد أن مثل هذه الفعاليات لا داعي لإقامتها، ويجب أن تكون جميع الاحتفالات في مكان واحد، ومع تقديري واحترامي لكل ما كتبه، وأنا متأكد من حرصه وحبه للمشاركة الواحدة التي تجمع الجميع في مكان واحد، وأتمنى أن تكون هناك مثل هذه الأماكن يجتمع فيها الجميع ولو بشكل متفاوت ومدروس، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن لا تكون هناك احتفالات خاصة سواء للعوائل أو القبائل أو الأفراد في أماكن خاصة مهيأة تجمع الجميع، لأن من الاستحالة أن تكون طريقة الاحتفال معبرة أكثر مما نشاهده من احتفالات وفعاليات كما نراها وسنراها إن شاء الله في قادم الأيام، كما أنه لا يمكن أن تُجبر من هم في بيوتهم أو أحيائهم من الاجتماع في أحد المجالس أو أماكن التجمعات الاعتيادية من الاحتفال، كما أن الأمكان العامة متوافرة وموجودة، كمقر درب الساعي الذي يضم العديد من الفعاليات والجهات الحكومية ووسائل الإعلام المختلفة التي تعمل على رصد وتغطية هذه المناسبة بشكل أكبر، بل من اللافت خلال الأيام القليلة الماضية أن هناك مباردات فردية قام بها أبناء الوطن في التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة، على سبيل المثال قيام الشاعر الكبير فالح العجلان بتوزيع الجزء الثاني منCD الشاذلية، والذي احتوى على أعمال مهمة وطنية من كلماته، والتي قام بتأديتها فنانون محليون وخليجيون، كما أن مجلة الريان تقوم منذ إصدارها بالمشاركة في اليوم الوطني بعدد خاص توثيقي ويضم الكثير من المعلومات والمقالات والمقابلات التي لها ارتباط وثيق بالمناسبة أيضا؛ فلا نستطيع أن نقول له يجب عليك الاحتفال بشكل جماعي، فمن حق الجميع أن يحتفل بالطريقة التي تناسبه، بشرط أن تكون مقبوله وغير مخالفة للأعراف والعادات والتقاليد وأهمها الجانب الديني الذي يحكمنا، ولا يفوتني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله وإلى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير وإلى معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى عموم الشعب القطري الكريم بهذه المناسبة الغالية، التي نسأل الله أن يديمها علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة، داعين المولى عز وجل أن يحفظ دولة قطر وأن يُسدد على طريق الخير خطاها، وأخيرا أستشهد بكلمات للوطن لشاعر الوطن فالح العجلان، والتي يقول فيها: عــانـقـي هــام الـســحــايــب والــرعـــود بـــالــشــوامــخ لــك مــكــان ومــنـــزله يــا بــلــدنــا حــن خــلــقــنــا لــك جــنـــود لا غـــدى لــلــحــــرب نـــار وزلــــزله يــا شـمـوخ الـعــز يا أرض الـجـدود آخــــــــــر الأنــــفــــــاس وإنــتـــي الأوله يــشــهــد الهـ مــا نـــخــونــك بــالـعـهـود لــجــلــك الــمـوت الــمـصفّى نــنــهــله