17 سبتمبر 2025
تسجيلكلما اشتدَّ الوجعُ بكرتِـنا القطريةِ، يَهُبُّ أبناؤها لِـنَجْـدَتِـها بصَـحْـوةٍ هنا، ونهوضٍ هناك، يُعيدان إليها روحَ العزيمةِ والإصرارِ. وكم كانتْ مُفرحةً انتفاضةُ النادي الأهلي وانطلاقتُـهُ التي بعثت الحياةَ في الدوري. لا نُـحَـمِّلُ الأهلي ضغوطاً نفسيةً بمطالبَ كبيرةٍ، ولكننا ننظرُ إليه بعينِ التحليلِ، فنجدُ أنَّ ما حَـقَّـقَـهُ يعود إلى التحالفِ بين حُسنِ الإدارةِ وبراعةِ المدربِ. فالإدارة ناجحةٌ في احترام المدربِ والإقرارِ بحقِّـهِ في اتخاذِ القراراتِ ذاتِ الجانبِ الفنيِّ، وفي التعاملِ بحرصٍ ولباقةٍ مع وسائلِ الإعلامِ، والاستجابةِ لـمَطالبِ جمهورِ النادي العريق. ماتشالا، من أكثر الـمدربين الأجانب اطِّلاعاً على التركيبة النفسية للاعب الخليجي، فاستطاع إعداد الفريق نفسياً، وترافق ذلك مع إعداده فنياً بعدما قرأَ قدراتِـهِ جيداً، ووظَّفَها في خططٍ استثمرَ فيها طاقاتِ وكفاءاتِ اللاعبين في جميعِ خطوطِ الَّلعب. إنه، باختصار، مدربٌ أطلقَ في الدوري فريقاً ذا روحٍ هجومية وقتاليةٍ، ولاعبين ذوي حضورٍ ذهنيٍّ وتركيزٍ عالٍ في أدائهم. ننظرُ، من جانبٍ آخر، إلى نادي أم صلال، كمثالٍ مُعاكسٍ، فنجدُ أنَّ التضحيةَ بالمدربِ كانتِ الـمَخْـرَجَ من الأزمةِ الإداريةِ والفنيةِ التي يُعاني الفريقُ منها، بدلاً من الاعترافِ بوصولِ معظمِ اللاعبين إلى أرذلِ عُـمْـرِهِـمْ الكرويِّ، وانعدامِ الروحِ القتاليةِ في أداءِ الفريقِ كُـلُّـهِ . أجلْ، يتحملُ المدربُ جزءاً من المسؤوليةِ عن الإخفاقاتِ ومسلسلِ التراجعِ، إلا أنَّ الإدارةَ تتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك. وكان ينبغي لها الانتظارُ حتى فترة الانتقالاتِ الشتويةِ في يناير القادمِ، لتجديدِ دماءِ الفريقِ بلاعبين مواطنين وأجانب قادرين على إحداثِ الفارقِ في مسيرتِـهِ، وإبعادِ شبحِ الهبوطِ لدوري الدرجةِ الثانيةِ عنه. الحديثُ عن الأهلي وأم صلال حديثٌ عن نموذجين يختصرانِ حالَ معظمِ أنديتنا، وفيه قولٌ كافٍ عن دورِ الإداراتِ في الـمذابح الكروية التي تتعرض لها.