13 سبتمبر 2025
تسجيليكون البت بالحكم على أي شيء يتطلب حكمنا عليه بعد أن نعيشه بكل تفاصيله الصغيرة من قبلها تلك الكبيرة (أي تلك التي تتجاوز حدود الملامح)، وبعد أن نتعايش معه، ونمر بكل مراحل التعرف به وعليه وإليه، لندرسه جيداً، ونفهمه أكثر فنتفهمه بشكل أكبر حتى إذا ما ودعنا كل ذلك جاء الحكم متمكناً من نفسه ومنا لا يُعيبه ما قد يسعى إلى ذلك، فأي عيب يحوم حوله سيخرق صحته (ذاك الحكم)، ليُقَبِل أرضه ويعلن علته ومرضه، وهو ذاك الذي وإن حدث فإنه سيُثير حالة استنفار لكل حواس العقل فيصدر أمره علينا بضرورة ترك كل شيء والتفرغ فقط لذاك الحكم الذي سبق وأن كان منا، فنعيد فتح ملفه؛ لنتفحصه وندرسه من جديد. لاشك بأن هناك الكثير من اللحظات التي مررنا بها وكانت (قاسية) علينا لحكم صُدِرَ منا وسط ظروف قاسية أجبرتنا على ذلك، وهي تلك الظروف التي تركت فينا رغبة جادة فرضت علينا تجنب المرور مجدداً بالقرب منها تلك اللحظات؛ كي ننساها ولا نفكر (بها وفيها) من جديد، وهو الأمر الذي أدى إلى تثبيت الحكم ليُصبح نهائياً (لا) يقبل بفكرة التراجع عنه، حتى وإن لم يكن صحيحاً، ويبقى السؤال: هل يجوز لذاك الحكم بأن يظل عليلاً ويشكو من علة تعيبه دوماً؟ فيكون ظلمنا للآخرين نتيجة لذلك دون أن ندرك حقيقة ما نفعله بهم؟ هناك وللأسف من يعاني من كل ما تم ذكره سلفاً، ولا يعجبه وقع ذلك عليه، لذا سنقولها له ولكم: لا ضرر من إعادة التفكير بإعادة المرور على تلك اللحظات للتحقق منها Check that zone again فهي ليست محرمة بتاتاً، وما رأيناه سابقاً من زاوية قد يختلف تماماً حين نراه من زاوية جديدة هذه المرة، زاوية ندرسها ونفهمها ونتفهم حقيقتها، وهو كل ما نتمنى منكم جميعاً فعله حتى هذه النقطة، فكل ما بعدها سيأخذنا لتعلم الجديد الذي ستحبون معرفته، وهو ما يمكنني تسميته بحصيلة اليوم. عن حصيلة اليوم إن كل ما ستخرجون به هو كل ما ستحصلون عليه، وسيتم ذكره من بعد هذه الكلمات: 1 - ضرورة العودة بالذاكرة لمراقبة حكم سابق لربما كان منا بحق شخص دون الرجوع إليه للتأكد من الوضع، وهو ما قد يكون على أساس باطل هو (القيل والقال)، ولكم مني كلمة كنت قد ذكرتها منذ زمن وها هو حديثنا اليوم يدعوها لتطل عليكم من جديد: (ما يُبنى على القيل والقال أبداً لا يُقال). 2 - أذهب بنفسك وتأكد من الوضع، فلا عيب من ذلك وفيه بتاتاً، ولكن العيب كل العيب أن نقبل بما يصلنا دون أن نذهب إليه للتحقق من صحته. 3 - غَير موجة تفكيرك، ولتحرص دوماً على دراسة الأمور من كل الزوايا المتاحة أمامك كي تصلك الصورة واضحة لا يحجب حقيقتها عنك أي شيء. 4 - لا تصدق كل ما تراه عبر الزجاج وإن كان واضحاً، فرؤية الأشياء لا تعني معايشتها، واخرج إلى هناك حيث يجب أن تكون، عاصر الأمر ولا تقبل بأقل من ذلك، حتى تخرج كل أحكامك سليمة، فلاشك بأن هناك من يستحق منك ذلك؛ لأنه فعلاً يستحق، جرب ولن تخسر شيئاً؛ لأن كل ما ستقوم به سيُضيف لحصيلة خبراتك الحياتية الكثير، وسيُضفي عليك حكمة لا تُكسب بسهولة، ودون السعي إليها للحصول عليها. كلمات من قلب القلب "منح الثقة ثقة لا تُعطى بسهولة لتُؤخذ بسهولة أيضاً، ولكنها تتطلب الكثير من الإيمان". كانت تلك الكلمات للسيد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدتنا الحبيبة (الشرق) لثقته بنا وبكل ما نسعى إلى تحقيقه في سبيل التطوير. من القلب (جزيل الشكر، وخالص التقدير). وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]