12 ديسمبر 2025

تسجيل

الوطنية ليست شعارات

14 نوفمبر 2021

تُعّرف المواطنة بتمتع فرد بالحقوق التي تكفلها الدولة لمن يحمل جنسيتها والالتزامات التي تفرضها عليه، كما أنها تعني مشاركة الفرد في أمور وطنه وما يشعره بالانتماء، وتتضمن المواطنة الحرية للفرد في العناصر المَدنّية كحرية التعبير والاعتقاد والإيمان وحق التملك، والسياسية كالحق في المشاركة السياسية من خلال البرلمان، والاجتماعية تمتع المواطن بخدمات الرفاهية والتي تتضمن التعليم وحسن الرعاية الصحية وغيرها من الحقوق الاقتصادية، وكلما وفرّت الدولة تلك الحقوق للفرد شعر بواجباته تجاه وطنه وأداء الواجبات المفروضة عليه من خدمة البلد بنزاهة وشفافية والابتعاد عن المصالح الشخصية التي قد تدخل الفرد في دائرة الفساد، والأهم التقيد بتوصيات سمو الأمير حفظه الله، والذي طالما أوصى بها شعبه من خلال خطاباته المهمة. وتُعّرف الوطنية بالفخر القومي والتعلق والولاء والانتساب لأمة محددة ومنطقة جغرافية، كما أنها ظاهرة نفسية اجتماعية مُركبة ترتكز على حب الوطن والسعي لخدمته والتعلق بالأرض والمجتمع والتراث والاندماج في نفس المصير ليكون المواطن الفعّال أي ذلك الفرد الذي يقوم بمشاركة الأفراد الآخرين لرفع المستوى الحضاري لمجتمعه. والشخص الوطني هو شخص يحب بلده ويحافظ على ممتلكاته ومرافقه كأنها ملك له، كما أنه لا يقبل بالإهانة لبلده وإن انتقد فيكون انتقاده هادفاً من أجل المصلحة العامة وعليه وضع الحلول المناسبة من وجهة نظره لتتبناها الجهات المختصة، والأهم ألا ينسى انتماءه لبلده عندما يسافر لدول أخرى، ويرى ما يبهره فيُعيب على بلده، لأن بلده مُبهر العالم بإنجازاته، كما ليس من الأخلاق الوطنية ولا من اللائق التمجيد في شخصيات لا تنتمي للبلد بل تسببت بأذىٍ نفسي لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، كما أن الطيبة والتسامح والعمل المشترك لا يعني النسيان تماماً للأحداث المؤلمة في الوقت نفسه، فإن الوطنية ليست شعارات نرددها في الأزمات وفي أسبوع اليوم الوطني وننساها طوال العالم أو أثناء خروجنا من حدود البلد، ومن كانت له مبادئ وقيم وطنية يصعب عليه مجاراة الواقع الذي تفرضه العلاقات الدولية من أجل مصلحة البلد، ولكنه يحاول تَقّبلها. للأسف أنه ليس كل من ينتمي فعلياً لهذا البلد ينتمي إليه بالأفعال، بل البعض يستفيد من المواطنة لكنه لا يقدم إلاّ القليل من واجبات الوطنية، وربما يعيش على هذه الأرض الطيبة الكريمة أفراد ولدوا فيها وينتمون إليها قولاً وفعلاً رغم أنهم لا يتمتعون بحقوق المواطنة، ولن يترددوا في تقديم أرواحهم فداء للبلد الذي تعلموا فيه حب الانتماء لحضن الوطن. • تختلف ردة فعل الناس تجاه القضايا العامة، خاصة إذا تعلقت بالوطن، فالبعض قد ينسى الإساءة ويتجاوزها ويفتح صفحة جديدة، والبعض الآخر كلما حاول قلب الصفحة تّذكر الألم الذي عاشهُ ومجتمعه، فقد يتأقلم مع الظروف الجديدة لكنه لا ينسى طعم المرارة ولا يسمح لنفسه التمجيد بمن لا ينتمون لبلده. ‏[email protected] ‏@amalabdulmalik