14 سبتمبر 2025
تسجيلعنصرُ الاستجابةِ الواعيةِ السليمةِ للتحدياتِ الـمَفروضةِ على دولِ مجلسِ التعاونِ، هو أهمُّ عناصرِ تكوينِ شخصيةِ الإنسانِ العربيِّ الخليجيِّ، مواطناً مُتحضراً مُتمدناً وقياداتٍ حكيمةً. وتُشَـكِّلُ كأسُ الخليجِ إحدى الجوانبِ الـمهمةِ لهذا العنصرِ لأنَّـها تُجَـسِّدُ العلاقةَ الأبديةَ التي تربطُ شعوبَـنا، وتُـؤَكِّـدُ للعالَمِ أننا كيانٌ واحدٌ تتواصلُ شعوبُـهُ في أرقى مظاهرِ الرُّقِـيِّ الحضاريِّ في ملاعبِ كرةِ القدمِ.من متابعتي لصفحاتِ التواصلِ الاجتماعيةِ، العربيةِ والأجنبيةِ، لاحظتُ أمراً غايةً في الأهميةِ يَـتَـمَثَّـلُ في أنَّ التَّعاملَ معَ البطولةِ لا يقتصرُ على الجانبِ الرياضيِّ، وإنَّما يَتخطَّاهُ ليشملَ الجوانبَ السياسيةَ والاقتصاديةَ والـمجتمعيةَ لدولِنا، فكأنَّها منبرٌ نُخاطبُ الآخرينَ منه فنقولُ بالرياضةِ ما لا تستطيعُ ألافُ الساعاتِ الإعلانيةِ والـمقالاتِ أنْ تقولَـهُ عنَّا. وحين نُحللُ الـمنشوراتِ والتعليقاتِ فإنَّنا نجدُ أكثرَها يتحدثُ بإيجابٍ عن الإنسانِ الخليجي ونهضتِـهِ التي تستندُ إلى تخطيطٍ سليمٍ و رؤًى قويمةٍ وأمنٍ اجتماعيٍّ وتماسُكٍ مجتمعيٍّ، مما يُلقي على كواهلِـنا، مواطنيَّ مجلسِ التعاونِ، مسؤوليةً كبيرةً لنتوجَّـهَ إلى العالَـمِ بخطابٍ حضاريٍّ رفيعٍ يعكسُ الصورةَ الحقيقيةَ لدولِنا كمراكزَ تلتقي فيها أخلاقُ وروحُ وإنسانيةِ الإسلامِ والعروبةِ. وليس كالبطولةِ واجهةً تُـرِيْ الآشقاءَ والأصدقاءَ ذلك.تنظيمُ الـمملكةِ العربيةِ السعوديةِ للبطولةِ أمرٌ رائعٌ في ذاتِـهِ، لأنَّ ملياراً ونصفَ مليارِ مسلمٍ يشعرونَ أنَّ شؤونَ الـمملكةِ شؤونُهم الخاصةُ لِـما لبلادِ الحرمينِ الشريفينِ من مَكانةٍ عظيمةٍ في نفوسِـهِم، وهذا وحدُهُ كافٍ لتكونَ البطولةُ، هذه السنة، دوليةً في مستواها النفسيِّ، ويدفعُنا للمُطالبةِ بأنْ يحرصَ اللاعبونَ على إبرازِ مدى التقدُّمِ في كرةِ القدمِ الخليجيةِ، وتحرصَ الجماهيرُ على إبرازِ واقعِـنا كدولٍ متقدمةٍ وشعوبٍ حيةٍ.نتمنى على القياداتِ الرياضيةِ في دولِ مجلسِ التعاونِ أنْ تدعو لاجتماعاتٍ تُوْضَـعُ فيها خططٌ لاستثمارِ كأسِ الخليجِ مستقبلاً في تعزيزِ إبرازِ الروابطِ التي لا تُفْصَـمُ بين شعوبِنا للعالَـمِ كُلِّـهِ، فيكون ذلك بدايةً لـمسيرةٍ جديدةٍ ينضمُّ إليها الرياضيونَ ويشاركونَ الإعلاميينَ والتربويينَ والـمختصينَ في كلِّ الـمجالاتِ الذين يجتهدون لتحقيقِ شروطٍ واقعيةٍ تعكسُ وحدةَ الـمصيرِ التي تجمعُنا.