11 سبتمبر 2025

تسجيل

عباس وحيداً أمام الاستيطان

14 نوفمبر 2013

أصبح الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن وحيداً أمام مشروعات الاستيطان الإسرائيلي، التي لم ولن تتوقف، بعدما انفض من حوله الوفد الفلسطيني المفاوض، وتقدم باستقالته بسبب تكثيف الاستيطان وغياب الرغبة في الوصول إلى نتائج، كما ورد ببيان المستقيلين. ربما أتت الاستقالة متأخرة بعدما أكلت المستوطنات الكثير من جسد البلد المحتل، لكن أن تبدأ متأخراً خيرٌ من ألا تبدأ، فالصحوة المتأخرة لفريق المفاوضين لم تصب الرئيس عباس الذي يواجه تهمة غياب الرغبة في الوصول الى نتائج حول السلام ووقف الاستيطان. فالموقف الفلسطيني الجديد أصبح أكثر حدة وصرامة عما سبق، فكما قالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها: إنها لا تصدق قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلغاء مشروع لبناء نحو 24 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، واعتبرته ذراً للرمال في العيون، ويبدو أيضاً أن العبث بالمقدسات الإسلامية وتهويد القدس ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، بلغ مدى أصبح السكوت عنه أمراً مخزياً ولابد من مواجهته. لكن لا تزال المواجهة التي تُقدِم عليها الدبلوماسية الفلسطينية لا تعدو حد التهديد باللجوء إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها، ولم تتخطَّ حدود المطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية الدولية ضد أفعال الإسر ائيليين، فهل لأجل هذه التهديدات استقال الفريق المفاوض؟، وهل جنت هذه التحركات شيئاً من قبل، أو أوقفت الاستيطان ومشروعات التهويد؟ وقوف الرئيس عباس وحيداً أمام طوفان الاستيطان وألاعيب نتنياهو لن يحل الأزمة، كذلك استجداء الغرب والتهديد باللجوء لمنظمات دولية ـ لم تكن نصيراً للقضية من قبل ـ لن ينهيها، وعلى الدبلوماسية الفلسطينية أن تبحث عن ورقة ضغط أكبر وأثقل، لتتمكن من الإمساك بزمام المفاوضات من جديد.