22 سبتمبر 2025

تسجيل

استقرار المنطقة

14 أكتوبر 2019

لا شك أن ما يدور في منطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات وانقسامات تطاول أمدها مخلفة آثاراً انعكست على المنطقة بأسرها وامتدت آثارها إلى أبعد من ذلك بكثير، تظهر مدى الحاجة الملحة إلى جهد جماعي مشترك يعيد الاستقرار ويضمن استدامته ويتدارك ما ظلت تخسره شعوب المنطقة ودولها جراء سوء التقدير وتخبط السياسات. ولا حاجة هنا للتذكير بالأهمية الإستراتيجية البالغة لمنطقة الشرق الأوسط التي تشكل حلقة وصل أو جسرا بين دول وقارات العالم، بل إن منطقة الشرق الأوسط بما تحتويه من ثروات نفطية وممرات بحرية هي الأهم في العالم، يجعل منها منطقة حيوية وإستراتيجية على قدر بالغ من الأهمية، حيث يعتبر مضيق هرمز وباب المندب هما شريان الحياة لكثير من دول العالم، دون أن ننسى أيضا الأهمية الدينية والروحية للمنطقة التي تعتبر مهد الديانات السماوية. لقد دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من قبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2018 إلى إبرام معاهدة أمنية إقليمية كي يتمكن الشرق الأوسط من جعل الاضطرابات شيئاً من الماضي، باعتبار أن كل الشعوب في الشرق الأوسط في حاجة للاتفاق على الحد الأساسي من التعايش الذي تدعمه آليات تحكيم ملزمة، وينفذه الكيان الجماعي للمنطقة. وبالأمس، وفي كلمة له أمام مؤتمر السياسات العالمية في مدينة مراكش بالمغرب أعاد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، التذكير بدعوة صاحب السمو إلى إبرام معاهدة أمنية إقليمية في الشرق الأوسط. إن الحاجة إلى الحكمة تبدو أكبر من أي وقت مضى، إذ باتت منطقة الشرق الأوسط بأكملها على الحافة، وقد آن الأوان لكي ينهض كل القادة الحكماء لإبعاد المنطقة عن الخطر من خلال الاتفاق على نهج مستدام للأمن الجماعي الإقليمي، يحقق السلام والازدهار.