11 سبتمبر 2025
تسجيلمرّ الخميس الثاني من أكتوبر بخيبة مزمنة، فالفائز الجديد بالجائزة ليس عربياً، وبغض النظر عن المرشّح العربيّ المستمرّ، وبغضّ النظر عن موقفه من الحضارة العربية ومن الإسلام ومن الثورة السورية، فلست في وارد الهجوم عليه، أو الدفاع عنه، ولكنّ الرجل ظلّ أيقونة الثقافة العربية في مرآة الغرب على الأقلّ. ثمّة أدباء آخرون شاركوا أدونيس تجاهل الغرب في المواسم الأخيرة، شاركوه خريف نوبل وخريف أكتوبر الذابل، وفي كلّ مرّة نحتفل بمحظوظ نوبل الجديد، ونقرأ له كتاباً أو كتابين أعدّتهما دار نشر متلهفة تريد أن تلحق به معرض كتاب هنا أو هناك. إلاّ إن كانت الدار محظوظة أصلاً فطبعت للكاتب عملاً ما قبل مدّة.في ذاك الخميس تناقل المهتمون النتيجة التي أعلنت الواحدة ظهراً بتوقيت السويد، وأعيد طرح النقاش من جديد، وطرحت على صفحتي الشخصية فكرةً ربما كانت جديدة، وهذا نصّها: "أقترح أن تقوم لجنة غير رسمية وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي باختيار نوبل العرب كل عام، وبالتزامن مع إعلان نوبل أول أكتوبر، وتستمد قرارها من قاعدة ترشيح عريضة لا تقل عن 1000 اسم معتبر من الكتاب والناشرين والمبدعين ومحرري الصحف الثقافية ومختصين في المسرح والسينما".جاء الاقتراح في سياقٍ عدّه كثيرون من أصدقائي – للأسف - ترضية لأدونيس، وتفريجاً عن كربته المستعصية، وأصبت بخيبة أمل حقيقية، فالاقتراح يخصّ الأدب دون تطرقٍ إلى الأسماء، وما خفّف عنّي أنّي وجدت الاقتراح ذاته على صفحة أحد الأصدقاء، وقد لاقى تفاعلاً. نحن إذاً في حاجة إلى حقن المشهد الأدبي بمنشطات إعلامية، لم تعد تكلّف الكثير في عصر الشبكات السريعة، ولا يحتاج الأمر إلا لبضعة ناشطين في مجال الأدب، يصممون قاعدة بيانات، وشبكة تواصل بالشرائح التي أشرت إليها، للخروج من سوق المهاترات إلى ساحة الفعل، خاصة أن الامتياز العربي لكثير من المنتجات العالمية أدّى إلى منتجات ذات جودة عالية كالبورد العربي، والبوكر العربية وغيرها.إن إعلان نوبل العرب (الأدبية) ستساهم بشكل كبير في لفت انتباه سوق القراءة إلى كتابات عربية متفوّقة، وفي الوقت ذاته تكون عامل ضغط على مقرري الجائزة، لمعاملة الأدب العربي بشيء من الاحترام.