02 نوفمبر 2025

تسجيل

ما الذي تدركه عن تلك الرحلة؟

14 أكتوبر 2014

وجودنا في هذا الوجود لسبب يدركه الخالق، ويسعى إلى إدراكه المخلوق من خلال رحلة تبدأ من لحظة دخوله وتمتد معه ما امتدت به الحياة حتى لتنتهي بلحظة خروجه من هذه الدنيا، التي يعيش فيها على أمل ألا تكون تلك الأخيرة خالية الوفاض، بل مُحملة بكثير من الإنجازات التي ستسعد بها النفس وستفخر يوم يكون الحساب، أي اليوم الذي سيحصد فيه كل واحد منا ثمار ما قد سبق له أن زرعه؛ ليتحمل بذلك نتيجة ما قد حققه، بمعنى أن روعة ما سيحصده من عدمها لن تعتمد على أي أحد سواه، فوحده من قد خاض رحلته وخطط لها؛ كي يحقق مراده، الذي سار نحوه وتوجه إليه في حياته بكل وسيلة شرعها لنفسه ولا يدرك سرها سواه أيضاً، حتى بلغ ما قد بلغه بكامل اختياره ودون أن يجبره على ذلك أي أحد، وهو ما يجعلنا نفكر وفي لحظات يتعاقد فيها الذهن مع نسمات الصفاء بأهمية ما نسير نحوه في حياتنا، وكيفية قيامنا بذلك في سبيل إدراك ما يمكن أن نصل إليه في يومٍ من الأيام، إن السير نحو المُراد الذي تتطلبه رحلة التألق والتميز؛ كي نحصد الثمار التي نشتهيها حين يكون الحساب، يحتاج إلى الكثير مما يمكن أن نُسلط الضوء على بعضه: كالثقة التي لا تكون إلا من إرادة ذات جسد ممشوق القوام، يسير بخطوات رشيقة لا تعتمد التخبط (ملة) في حياتها فتتعثر ويتبعثر كل ما فيها في كل حين؛ لتتأخر بذلك عن (رحلة التألق والتميز) تلك، ولكنها تعتمد الانتظام والحرص عليه؛ كي تسهل المهمة ويكون السير بهدف ونحو هدف يستحق بأن يكون، الإيمان الكبير بالذات وبقدراتها، التي قد تواجه موجة شرسة من انتقادات البيئة المُحيطة، والتي يمكن أن يكون منها ما قد ستبلغ شراسته درجة قتل الروح، التي سيموت معها الجسد متى ماتت، وسيصبح اليوم صفحة سيحتضنها الأمس وسط ذكريات لربما تجد من سيذكرها ولربما لن تفعل، وأخيراً الصبر الحقيقي الذي يجدر به أن يتدفق من الأعماق وبكل صدق؛ كي تقاوم تلك الروح فلا تموت أو تستسلم وبكل سهولة لأول مصيبة تعترضها وتقطع عليها الطريق، وتمنعها من حق السير نحو المُراد الذي تتطلبه رحلة التألق والتميز، أي تلك التي سبق لنا وأن بدأنا بها الحديث؛ لنعود بذلك ومن جديد إلى نقطة البداية حيث التفكير بأهمية ما نسير نحوه في حياتنا، وكيفية قيامنا بذلك في سبيل إدراك ما يمكن أن نصل إليه في يوم من الأيام، إن إيجاد إجابة مناسبة تُزيح عن القلب همومه يعتمد على القلب ذاته وليس سواه، فهو الأكثر قدرة على تفهم طبيعة ما يدور من حوله؛ لذا (والكلام موجه وبكل ما فيه إلى كل قلب تتزاحم فيه الهموم، التي تعيقه وتؤخره عن مزاولة مهامه) إليك التالي: إن شعرت في لحظة من لحظات حياتك وكأن المسافات التي تربطك بالآخرين تُفرغ كل ما في جعبتها من مسافات، وتستفرغها من أمامك حتى؛ لتتسع المساحة التي تربطك بهم أكثر، ويصبح وجهها (تلك المساحة) عريضاً لا يقبل بأن تُعرض على سطحه سواها صورتك، التي ستدرك معها أنك قد صرت وحيداً بعد أن أجبر ذاك الاتساع (القريب) على أن يصبح بعيداً حتى وإن كان قريباً من الأصل فلا تخف، ولا تضطرب وإن كان كل ذلك مشروعاً حينها، ولا تقبل بما سيقع على رأسك؛ لتغدو الضحية التي قبلت بأن تكون كذلك، ولكن قاوم بكل ما تملكه من أجل كل ما تملكه ودون استسلام أو توقف حتى وإن تطلب منك ذلك خوض معركة لاشك ستنتصر فيها طالما أنك صاحب (حق) لابد وأن يكون لك مهما قست عليك الظروف وحاربتك؛ كي تُوقعك أرضاً، فتنضم إليها (أي تلك الأرض) التي لا يجدر بك الخوف منها بتاتاً؛ لأنك قد جئت منها وإليها ستعود؛ لذا ومتى وقعت فلا تخف منها (تلك الأرض) بل قَبِلها بسجدة صادقة من قلب صادق يبحث عن الأمان من الخالق الذي لن يخذله أبداً حتى وإن خذله الخلق؛ لتنهض من جديد وأنت أكثر قوة وإصراراً على متابعة ما قد بدأت به، فهو المُراد. وأخيراًالحب علاقة جميلة تقوم على التبادل وإن لم تُصرح (تلك العلاقة) بذلك منذ البداية، والتبادل يعيش مع الأخذ وما يقابله من عطاء، وهذا الأخير هو ما تحتاج إليه في حياتك حين تعطي دون أن تدرك ما يوزاي ما قد تفضلت به؛ لذا جرب أن تحب من يمكن بأن يحقق لك معادلة السعادة، ولتكن البداية مع ذاتك التي ستحبك بقدر ما ستحبها، وستعطيك بقدر ما ستعطيها ولربما أكثر بكثير، ثم فليكن منك ما سيكون وتشعر بأنه يستحق بأن يكون من خير لن يقرره سواك فوحدك من يدرك من يستحق ماذا؟