17 سبتمبر 2025

تسجيل

ما أحوجنا الى روح وقفة عرفات

14 أكتوبر 2013

يحتفل العالم الاسلامى اليوم بوقفة عرفات حيث تجمع هذه الوقفة سنويا ملايين المسلمين من شتى بقاع الارض؛ جاءوا من كل فج عميق توحدهم فى هذا المكان المقدس المحدود عبقرية وروح الاسلام الحنيف ورسالته السامية التى من جواهرها نشر الاخوة والمساواة بين المسلمين.. وهكذا نحسب ان رمزية ودلالة تلك الوقفة الروحية اعمق واغلى بكثير من مجرد التجمع من مطلع الشمس حتى غروبها فوق جبل عرفات؛ ولعل هذا ما قصد الاشارة اليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال "الحج عرفة". فمنذ اليوم الثامن من ذي الحجة   يتحرك المسلمون بالملايين صوب صعيد عرفة؛ فنراهم جماعات وزرافات ووحدانا؛ يخرجون من كل طريق ومن كل مسلك من كل البلدان ومن كل القارات ومن كل اللغات ومن كل الاجناس ومن كل الألوان ومن كل الاشكال يجمعهم دين واحد وعقيدة واحدة. فلا شجارات او حوادث تشتعل بينهم، وهي دلالة عظيمة ليتنا نتفهمها في علاقاتنا الاسلامية داخل كل بلدٍ مسلم لا يخلو من نزاع إسلامي إسلامي يصل — للاسف — الى حد"الاحتراب "سواء على خلفيات سياسية او مذهبية أو طائفية أو عرقية. ما احوجنا اليوم — نحن المسلمين —  خاصة فى الدول التى شهدت موجات ثورات الربيع العربى الى ان نلتقط بعمق دلالات وقفة عرفات ؛ ونطبق رمزيتها فى تعاملاتنا فيما بيننا لكى نعبر خلافاتنا ونتجاوز صراعاتنا؛ فلا يعقل ان يتقاتل بعضنا داخل البلد الواحد؛ او ينكر فصيل او حزب سياسى منافسه الاخر؛ اونتبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة فى ظل صراع مقيت على السلطة هنا؛او محاولات فرض وجهة نظر طائفية ضيقة هناك. الاخطار الداهمة ببعض بلداننا الاسلامية المتقاتلة بالداخل اليوم تحتم على قادتها او من بايديهم زمامها والشعوب هذه الايام تذكر روح وقفة عرفات واستلهام دروسها السامية وعبرها الثمينة ؛ فينبذون الفرقة وروح الانانية البغيضة التى كادت تمزقنا داخل اوطاننا ؛ ويسمون فوق جراحات خلافاتهم متحلين بروح التسامح وثقافة الحب ؛ تحت المظلة الخالدة للامر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ لاستعادة اللحمة والقوة حتى نبقى وبحق "خير امة اخرجت للناس".