14 سبتمبر 2025

تسجيل

لكي يثبت الإعلاميون انتماءهم للأمة !

14 أكتوبر 2011

الأمة تتعرض لمؤامرات يخطط فيها الأعداء لتمزيق الدول العربية، ومنعها من صياغة مستقبلها بإرادتها الحرة بعد أن أثبتت هذه الأمة أنها مازالت فاعلة في التاريخ، وقادرة على بناء المستقبل. لذلك فإن من حق الأمة على الإعلاميين أن يبحثوا عن الحقائق ليشكلوا بها الوعي لأن هذا هو الطريق الوحيد لمقاومة التخطيط الأمريكي الصهيوني. والدور الذي يقوم به الإعلاميون في بناء المستقبل تزداد أهميته كلما زادت قسوة التحديات، لذلك فإن كل إعلامي لابد أن يثبت انتماءه للأمة بأن يقوم بالوفاء بحق جماهيره في المعرفة، وتلك أهم وظائف الإعلام، ويكتسب بها الإعلامي مكانته من المجتمع، وهي المبرر الأساسي لحماية حرية الإعلام. وهناك الكثير من الكوارث التي تعرضت لها الأمة لأن وسائل الإعلام تم تقييدها فلم تستطع أن تكشف الحقائق، ولذلك فقدت هذه الوسائل مصداقيتها. كما أن الإعلاميين العرب لم يمتلكوا يوماً الشجاعة للقيام بوظيفتهم المهنية، وكانوا يعرفون الكثير من الحقائق لكنهم خافوا أن يعلنوها، ولو فعلوا لأنقذوا الأمة من الاستبداد والفساد والاستغلال الأمريكي والنهب الاستعماري والغزو الثقافي. والسلطات المستبدة في الوطن العربي كانت تفضل الإعلامي الموظف الذي يكتفي بنشر المعلومات التي تريد السلطة أن توصلها للجمهور، لكنها لا تريد الإعلامي الذي يتمتع بالكفاءة المهنية ويلتزم بأخلاقيات الإعلام، ويحترم وظيفته الإعلامية ودوره المجتمعي، والإعلامي الموظف حاول أن يخفي فشله خلف الخرافات المهنية مثل الموضوعية التي تحولت إلى وسيلة للاعتماد على وكالات الأنباء الأجنبية والمصادر الرسمية في الداخل رغم أن المعلومات التي يحصل عليها من هذه المصادر رديئة ولا تجذب الجمهور. هناك الكثير من الحالات الشاهدة على فشل الإعلاميين الموظفين الخاضعين للسلطة في حماية الوطن من الكوارث. لو درسنا حالة جنوب السودان لأدركنا حاجة الأمة لعملية تغيير واسعة في الإعلام وضرورة إعادة تأهيل الإعلاميين العرب وتدريبهم. فتلك مؤامرة تم تنفيذها عبر فترة زمنية طويلة كانت قوى الاستعمار تخطط خلالها لتفتيت السودان وإقامة دولة يسيطر عليها المسيحيون في الجنوب وتتحكم في مياه النيل بحيث يمكن منع وصول المياه إلى مصر والسودان. وإسرائيل شاركت في التخطيط لتحقيق هذا الهدف، وفي عملية التنفيذ، وكانت هناك الكثير من المعلومات التي كان يمكن أن يشكل كشفها أهم وسائل إحباط هذه المؤامرة، لكن وسائل الإعلام كانت مشغولة بتمجيد حكام لم يكونوا قادرين على حماية الوطن. المشكلة أنه بعد الثورات العربية لم يتغير الوضع كثيراً، وظل الخوف يشل قدرات الإعلاميين العرب على كشف الحقائق. وما حدث أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو خير دليل على ذلك، لقد ظلت وسائل الإعلام العربية تكتفي بتغطية سطحية للحدث، ولم تحاول أن تقدم تغطية متعمقة تحلل فيها الحدث وتفسره، وتسأل الشباب الأقباط الذين قاموا بالاعتداء على الجيش.. لماذا فعلوا ذلك؟ هل يمكن أن يتصور عاقل أن آلافاَ من شباب الأقباط يخرجون بأسلحتهم لمجرد المطالبة بتحويل مضيفة إلى كنيسة... وهل يحتاج الأقباط إلى كنائس جديدة. وما علاقة هذا الحدث بالمخطط الأمريكي الإسرائيلي لمنع المصريين من أن يقيموا نموذجاً ديمقراطياً يجذب كل شعوب العالم، ويشكل أساساَ لنهضة الأمة... لذلك فإن الدور الذي يمكن أن يقوم به الإعلاميون العرب يشكل حماية لمصر وللأمة كلها من المؤامرة الصهيونية فهل يقوم الإعلاميون بدورهم؟!!