11 سبتمبر 2025
تسجيلمرت الذكرى السنوية للاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني بشكل مخجل وسريع، وبدت التغطيات والتحضيرات لها غائبة عن معظم الدول والمؤسسات ووسائل الإعلام وخصوصا في العالم العربي الذي تتميز دوله بأنها تقع في المنطقة الأعلى عالميا في احتوائها على الصراعات والمحن والمعارك والاشتباكات المستمرة منذ عقود، ومن أكثر الأماكن التي يتعرض فيها العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية إلى القتل والاستهداف والاعتقال والموت من أجل خدمة الإنسانية. تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنه في عام 2016، بات أكثر من 130 مليوناً من النساء والرجال والأطفال في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وخصوصا في مناطق الكوارث والمحن، فلم يحدث انه منذ الحرب العالمية الثانية أن أجبر عدد كبير جداً من الناس على ترك بيوتهم، بما يقارب من 60 مليون شخص نصفهم من الأطفال، وأنه بمعدل كل 3 دقائق يجبر 88 شخصاً على الفرار من منازلهم في مناطق الصراعات والنزاعات. وفي سوريا الوجه الحزين والجريح، تراوح عدد النازحين حسب المنظمات الدولية بين 4 — 5 ملايين نسمة أغلبهم نزحوا إلى دول الجوار لبنان — تركيا — الأردن حيث اتخذوا من هذه الدول محطة أولى للانطلاق إلى الدول الأوروبية وغيرها علماً أن الموجودين حالياً من السكان يتوزعون بين المناطق التي يسيطر عليها شبيحة النظام الاستبدادي القاتل أو الجماعات الإرهابية. ومعظم اللاجئين إلى خارج البلاد هم من النساء والأطفال، حيث خلف الصراع 2.4 مليون طفل لاجئ وقتل الكثيرين وأدى إلى تجنيد أطفال للقتال وحمل السلاح، بعضهم لا تزيد أعمارهم على 7 سنوات منذ 2011.ما الدور الذي يجب ان يقوم به كل واحد منا حينما يسمع ويرى كل هذه المآسي والآلام؟ وما الذي نستطيع أن نفعله لكي تظل هذه الذكرى وهذا العمل الإنساني الفريد من نوعه حيا في القلوب ومستمرا في الميادين؟! إن الواجب يحتم علينا ولو بأضعف الإيمان، أن ندعم المبادرات الإنسانية الدولية ومنها المبادرة الأخيرة التي طرحتها الأمم المتحدة "العالم الذي تفضله"، والتي تهدف إلى نشر الوعي وحشد التعاطف، وتحقيق هدف ملموس يتمثل بتعبئة الأموال لفائدة صندوق الأمم المتحدة المركزي، لمواجهة الطوارئ وحشد دعم الأفراد، ليصبحوا رُسلا للإنسانية ويقدموا المساعدات أينما تواجد الإنسان في العالم. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك..