11 سبتمبر 2025
تسجيلبينما يترقب العالم الجهود المكثفة للوساطة المشتركة لإتمام التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، والتي عبر عنها البيان المشترك الصادر من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، جاء السلوك الاستفزازي المتمثل في قيام وزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأعضاء بالكنيست ومئات المستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك سافر للقانون الدولي، والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة. وفي ظل التعقيدات والتحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة حاليا وتنذر بانزلاق الاوضاع نحو حرب إقليمية شاملة، تواصل دولة قطر مع اطراف الوساطة المشتركة جهودا دبلوماسية مكثفة لضمان نجاح جولة المفاوضات المرتقبة غدا الخميس، تأتي هذه الانتهاكات لتؤثر على الجهود الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كونها تشكل إمعانا في استفزاز مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، وربما تقود إلى تداعيات تهدد بتقويض أي مسار سياسي للتعامل مع التحديات الراهنة. إن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الاستفزازي والمحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك، خصوصا وأن هذا الاقتحام جرى بقيادة وزيرين في حكومة الكيان الإسرائيلي بجانب أعضاء بالكنيست، وتحت حماية قوات الاحتلال التي حولت البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية وفرضت قيودا على دخول المصلين. إن هذه الاستفزازات التي تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تشنها حكومة الاحتلال المتطرفة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، تتطلب تدخلا فوريا من المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية لوضع حد لها، ذلك أن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، يبدأ بإنهاء العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني وايجاد حل عادل لقضيته وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.