14 سبتمبر 2025

تسجيل

يا لحسدكم

14 أغسطس 2023

في طول العالم العربي وعرضه تجد نفس المشهد، فنحن للأسف الشديد نحسد بعضنا بعضاً، فنأخذ على سبيل المثال العضوية في أكثر من مجلس إدارة، فلا تعلمون مدى الجهد الذي يتحمله العضو وخاصة الجهد الفكري في وضع السياسات والحلول الذكية والعملية وفي حل كثير من المشاكل وخاصة العضال منها. فـ بالله عليكم من أين تأتي هذه الأفكار النيّرة التي تفيد البلاد والعباد إلا من أدمغة أمثال هؤلاء من النوابغ المجتمعية الذين استهلكوا مخزونهم من الذكاء، فلم يعد فيه إلا القليل لربما لا يكفيهم للحصول على مزيد من العضوية إلا من أجل راحتنا؟! هذا إذا ما علمنا بأن كل مجلس بحد ذاته يحتاج إلى ذهن صافٍ، فما بالك بعدة مجالس لربما تضع لمشاكلها حلولا في آن واحد وألا تتداخل هذه الحلول بعضها في بعض. فهؤلاء من صفوة المجتمعات أو دعونا نقول إنهم من النوادر قد لا يوجد في المجتمعات مثلهم ممن يشخصون العلل ويصفون الدواء الناجع في كل مرة يجتمعون، ألا ترى بأن مشاكل المراجعين تجد الحل في مدة قصيرة جداً فلا معاملات عندهم تظل بالشهور والسنين تنتظر الفرج بل يكون حلها سريعاً؟! هل تعلمون أن أعضاء مجلس الإدارات يبعدون أفكارهم النيّرة بعيداً عن جيب المواطن ويبحثون عن الفرص الربحية في أمور أخرى والشعور الراسخ لديهم بأن جيب المواطن فيه ما يكفيه من الهموم حتى أنه لربما في منتصف الشهر وربما قبل يسكن أركانه الهواء حتى المحفظة قد لا يحملها صاحبها إلا من باب الديكور أو أنه يتوهم بأن الجيب عامر؟! وبعدين لماذا الحسد يا ناس، كم بالله عليكم يتقاضى أعضاء مجالس الإدارات حفنة صغيرة من النقود لا تسمن ولا تُغني من جوع وليس كما يعتقد البعض بأنها عدة ملايين؟! ألا تعلمون أن الكثيرين منهم يرفض أن يتقاضى قرشاً واحداً، ففي نظره الثاقب أن ذلك من باب خدمة الوطن الذي أعطى الكثير فما يضر لو حضر اجتماعاً وتبادل أطراف الحديث وشرب كوباً ساخناً من الكابتشينو ذي الرغوة من الحليب وكلها دقائق معدودات ويحسب له الحضور. كما ما المانع أن دائما ما تكون النظرة اتجاههم تراهم في كل مجلس حتى ولو قال البعض بأن المجتمعات زاخرة بالكثيرين لربما أفضل منهم بمراحل فـيا لكذبكم هل يوجد مثل هؤلاء النوابغ؟ لا أعتقد أن يجود الزمان بأمثالهم، فهم نسخ لا تتكرر، فهم كمعدن الذهب الذي مهما مر عليه من سنين فلا يصدأ يظل محتفظاً ببريقه وحتى قيمته فنسأل الله بأن يحفظهم بحفظه من شر كل حسود..