الاستحقاق التشادي

يعد نجاح الدبلوماسية القطرية في إتمام اتفاق السلام التشادي استحقاقاً مهماً يكتب في سجل نجاحات دولة قطر في الوساطة لحل النزاعات من أجل السلم والتنمية. اعترافاً وامتناناً بهذه الجهود السامية للدولة مُنح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسام الاستحقاق الوطني لجمهورية تشاد، من فخامة الفريق محمد إدريس ديبي إتنو رئيس المجلس العسكري الانتقالي بجمهورية تشاد، وذلك تقديراً لدور سموه وجهود دولة قطر في إنجاح مفاوضات السلام التشادية والتوصل إلى التوقيع على اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد، والتي تعد خطوة مهمة لتحقيق الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد لتأسيس مرحلة جديدة يسودها الأمن والسلام والاستقرار. حصدت دولة قطر إشادات دولية جراء نجاحها في لعب دور الوسيط في اتفاق السلام بين الحكومة التشادية والحركات المعارضة، وجاء هذا الاتفاق تتويجاً للمفاوضات التي استضافتها الدولة خلال الأشهر الخمسة الماضية بمشاركة إقليمية ودولية، ويعد الاتفاق الموقع عليه في الدوحة خطوة مهمة لطي سنوات من العنف وفتح صفحة جديدة من أجل الوفاق الوطني والمصالحة الشاملة في العاصمة التشادية انجامينا. نجاح دولة قطر في الملف التشادي يؤكد مجددا مكانتها كمركز للحوار والوساطات بالمنطقة، واتخاذها نهجا دبلوماسيا يتسق مع إستراتيجية ثابتة تسير عليها الدوحة منذ سنوات، ترتكز على أن التفاوض السلمي والحوار كفيلان بحل كل الأزمات. تفخر الدولة اليوم بالمستوى الرفيع الذي بلغته دبلوماسيتها، وهذا يتماشى مع التقدم الذي شهدته قطر في المجالات كافة، تنطلق الدبلوماسية القطرية من مبدأ احترام القانون الدولي والوفاء بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة ونشر السلم والمساهمة في التنمية الدولية.