24 سبتمبر 2025

تسجيل

حماية المقدسات

14 أغسطس 2021

يعكس هجوم واعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلية، على المصلين الفلسطينيين، بعد انتهائهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الإبراهيمي، وسط مدينة الخليل، أمس، لا مبالاة حكومة الكيان الإسرائيلي، بخطورة ونتائج ما تقدم عليه من انتهاكات في سبيل تنفيذ مخططاتها التهويدية وتوسعها الاستيطاني على حساب الحقوق الفلسطينية. لقد جاء الهجوم على المصلين على خلفية تلبية آلاف الفلسطينيين دعوة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، لأداء الصلاة في المسجد، رفضا لمشاريع الاحتلال التي تستهدف تغيير معالمه، بعد أن بدأت أعمال حفريات في الجهة الجنوبية للمسجد، لإقامة ساحة انتظار للسيارات ومسار لمرور الأفراد، ومصعد كهربائي ملاصق للمسجد، في إطار استكمال المشاريع الاستيطانية والتهويدية بحق الحرم الإبراهيمي. ما يحدث هو انتهاك لكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تكفل عدم المساس بالإرث التاريخي والمقدسات الدينية، خصوصا أن الحرم الإبراهيمي الشريف يصنف بحسب القرار الصادر من اليونسكو باعتباره "موقعاً تراثياً فلسطينياً"، وهو يشكل بحسب القانون الدولي جزءاً من التراث الإنساني، الأمر الذي يلزم الأطراف الدولية بالتصدي للممارسات التي تستهدف تهويده وتغيير معالمه والاعتداء على حرمته الدينية والتاريخية. إن هذا التصعيد الإسرائيلي بالغ الخطورة والهجمة الشرسة على الحقوق الفلسطينية واستمرار الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخصوصاً ما تعرض له المصلون في الحرم الإبراهيمي من اعتداءات بعد صلاة الجمعة أمس، وما ظل يتعرض له الحرم القدسي الشريف من استباحة وتدنيس تحت حماية جنود الاحتلال، ينذر بدفع المنطقة برمتها إلى حرب دينية، وإمعان في استفزاز مشاعر المسلمين والاستهتار بعقيدتهم ومقدساتهم.