22 سبتمبر 2025

تسجيل

الحصاد المر

14 أغسطس 2019

بعد أكثر من 4 سنوات من الحرب، لا يبدو مسار الأحداث في اليمن يتجه نحو تحقيق أي من الأهداف التي بسببها حصل التدخل العسكري، من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل وحتى اليوم، إذ أصبحت الصورة هناك قاتمة وسوداوية بأكثر مما كان يتوقع أشد المتشائمين عند انطلاق العمليات العسكرية لإعادة الشرعية اليمنية ودحر الانقلاب الحوثي. انتهت الحال بالسعودية التي حشدت تحالفاً من تسع دول في عام 2015، إلى أن تصبح وحيدة بلا نصير بعد أن انقلبت عليها حتى الإمارات التي جرتها إلى الحرب يومذاك، فيما باتت أهداف التدخل، أو حتى مجرد تحقيق أي انتصارات محدودة حلماً بعيد المنال. ليس ذلك فحسب، بل إن الأمن القومي للمملكة العربية السعودية نفسها أصبح مهدداً بشكل أخطر مما كان عليه الحال قبل التدخل العسكري في اليمن، بعد أن صارت صواريخ جماعة الحوثي تهدد الرياض ومنشآت النفط وكبرى مدن المملكة، فضلاً عن الاختراقات الحدودية المتكررة من جانب مسلحي الجماعة. هذا دون الحديث عن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها السعودية خلال سنوات الحرب. لم تنجح الرياض سوى في جلب الموت والدمار البؤس والمجاعة إلى الشعب اليمني، حيث خلفت الحرب وراءها 100 ألف قتيل من المدنيين، وأدت إلى مجاعة أصابت الملايين، حيث تقول منظمات الإغاثة الدولية إن 24.1 مليون يمني من 28 مليون نسمة بحاجة لدعم، فيما يحتاج 10 ملايين منهم إلى مساعدة عاجلة، وهناك 18 مليون يمني بحاجة للمياه الصحية، و19 مليوناً لا تتوافر لديهم العناية الصحية، كما عانى السكان في عام 2017 من أسوأ وباء للكوليرا، حيث تم الحديث عن إصابة مليون شخص حسب منظمة الصحة العالمية. لكن أسوأ ما فعله التدخل السعودي والإماراتي، هو العبث بوحدة اليمن، وقد كشف مصدر عسكري يمني تفاصيل وخبايا الانقلاب الذي خططت له الإمارات في عدن للتمهيد لتقسيم اليمن من خلال دعم الانفصاليين في جنوب اليمن، وكيف تواطأت الرياض في المؤامرة التي استهدفت تقويض الشرعية في اليمن والتي كان الهدف الرئيس للتدخل العسكري هو دعمها والحفاظ على وحدة اليمن.