15 سبتمبر 2025
تسجيليكذبونَ فيقولونَ إنهم لا يسيسونَ الحجَّ، بينما يستغلونه علانيةً لتصفيةِ الحساباتِ السياسيةِ بلا رادعٍ من إسلامٍ أو عروبةٍ أو إنسانيةٍ، فيطالبونَ الشعوبَ بالرضوخِ لأهوائهم مقابلَ السماحِ لأبنائها بأدائه. فقد خرجتْ جريدةُ عكاظ السعوديةُ منذُ أيامٍ قلائلَ بعنوانٍ عريضٍ: (إلى القطريين: بيتُ اللهِ أو الحمدينِ). وهو عنوانٌ يفضحُ التسييسَ الذي ينكرونه، ويبينُ المدى الذي وصلوا إليه في خروجهم على القوانينِ الدوليةِ والأخلاقِ الإنسانيةِ. 1) الحجُّ ليسَ منةً: بل هو حقٌّ مطلقٌ لكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ولا حقَّ للسعوديةِ أنْ تمنعَ أو تعسرَ على أحدٍ في أدائه لأسبابٍ سياسيةٍ كما تفعلُ معنا، نحنُ القطريينَ، فتجعله ثمناً لخروجنا على النظامِ السياسي، وتخلينا عن السيادةِ والكرامةِ الوطنيةِ والمنجزاتِ العظيمةِ، وسماحنا للرياضِ وأبوظبي بنهبِ ثرواتنا لتمويلِ مغامراتهما العسكريةِ الرعناءِ. ونقولُ لهم إنهم أخطؤوا حين ظنوا أننا مثلهم في التخلفِ الحضاري، وأنَّ عناوينَ صحفهم وتغريداتِ ذبابهم الإلكتروني ستضافُ إلى الأدلةِ على تسييسهم للحجِّ، وتدخلهم في شؤوننا الداخليةِ، ودعوتهم للانقلاباتِ والفوضى. 2) ضيوفُ الرحمنِ أمْ ضيوفُ المملكةِ؟: الحجيجُ ضيوفُ الرحمنِ الذي شرفَ تعالى المملكةَ بخدمتهم، وتيسيرِ شؤونهم، واستقبالهم استقبالاً حسناً، وتوفيرِ الأمنِ والأمانِ لهم. لكن الأمرَ انقلبَ فأصبحوا زواراً لابد من خضوعهم لها وقبولهم بسياساتها لتسمحَ لهم بزيارةِ الأرضِ التي جعلَ الله زيارتها حقاً لا ينازعهم فيه أحدٌ. فإنْ قالتِ القيادةُ السعوديةُ إنهم ضيوفها، فإنَّ الوقائعَ تُكذبُ هذا الادعاءَ، لأنَّ الضيفَ لا يدفعُ ضرائبَ باهظةً، ولا يتعرضُ للاعتقالِ لتسليمه لأنظمةٍ استبداديةٍ تربطها بالسعوديةِ علاقاتٌ وثيقةٌ كما فعلتْ مع ليبيينَ مناهضينَ للعميلِ المرتزقِ خليفة حفتر. كما أنَّ الضيوفَ يُعاملونَ على حدٍّ سواءَ وليسَ بناءً على جنسياتهم وأعراقهم، وهو الأمرُ الذي فضحه البرلمانُ البريطانيُّ عندما احتجَّ على التمييزِ العنصريِّ في التعاملِ مع حجاجٍ بريطانيينَ من أصولٍ هنديةٍ وبنغلاديشية قبل سنواتٍ قلائلَ. 3) مظاهرُ تسييسِ الحجِّ: وهي كثيرةٌ جداً، وتثبتُ أنَّ الحجَّ سلاحٌ تستخدمه القيادةُ السعوديةُ لتجعلَ إيمانَ المسلمينَ وسيلةً لخضوعهم لأهوائها وسحقِ حرياتهم حتى داخلَ بلادهم. ومن الأمثلةِ على ذلك، أننا نجدها تمنعُ الوطنيينَ المصريينَ الشرفاءَ المعارضينَ لنظامِ الانقلابِ المصري من الحجِّ، في حين ترشو أعضاءَ مجلسِ الشعبِ والنافذينَ في نظامِ السيسي بتكفلها بنفقاتِ حجهم. وهذا ليس مستغرباً، فالعالمُ يعرفُ أنَّ النظامَ الانقلابيَّ هو صنيعةُ السعوديةِ والإماراتِ اللتينِ تديرانه بالمال الحرامِ ليبيعَ بثمنٍ بخسٍ مكانةَ مصرَ وتأثيرها ووحدةَ أراضيها وحاضرها ومستقبلها، فيسهم بذلك في تحقيقِ المشروعِ الصهيونيِّ. 4) ماذا فعلتِ السعوديةُ بالإسلامِ والمسلمينَ؟: هذا السؤالُ يطرحه المسلمونَ ملايينَ المراتِ كلَّ يومٍ ولا يجدونَ من القيادةِ السعوديةِ أذناً مصغيةً. ونحنُ نعذرها في عدمِ ردها، لأنَّ التاريخَ يخبرنا بأنها قدمتِ للعالمِ التطرفَ، ودعمتِ الإرهابَ والعنفَ في أفغانستانَ وسواها بطلبٍ من الإدارةِ الأمريكيةِ، كما قال وليُّ العهدِ السعوديُّ خلال زيارته للولاياتِ المتحدةِ. والسؤالُ، هنا، هو: هل من حقِّ الشعوبِ والدولِ الحصولُ على اعتذاراتٍ رسميةٍ وتعويضاتٍ على ما عانته جراءَ الإرهابِ الذي دعمته المملكةُ فكرياً وسياسياً ومالياً؟. وهل يحقُّ للمملكةِ تحميل الذين تختلفُ معهم سياسياً مسؤوليةَ ما قامتْ به من دعمِ الجماعاتِ والتنظيماتِ المتطرفةِ؟. يا (أشقاءنا)، منْ بيته من زجاجٍ لا يرمي الناسَ بالحجارةِ. 5) ماذا تفعلونَ بالإسلامِ والمسلمينَ؟: والإجابةُ عن هذا السؤالِ موجعةٌ، لأنَّ الإسلامَ لم يتعرضْ لحملاتٍ مسيئةٍ كما هو الحالُ في السعوديةِ منذ سنتينِ شهدنا فيهما هجوماً شرساً على الإسلامِ والمسلمينَ والعربِ قام به علمانيوها ومتصهينوها وذبابها الإلكترونيُّ. وعايشنا محاولاتها لتدميرِ تجاربَ إسلاميةٍ عظيمةٍ كما تفعلُ في تآمرها على تركيا وماليزيا، ورأينا جرائمها وجرائمِ الإماراتِ في اليمنِ ومصرَ وليبيا وحصارِ بلادنا. ونقولُ (للأشقاءِ): خففوا من غلوائكم، ولا تتغنوا بالإسلامِ بشفاهكم لتخفوا انسلاخكم عن روحه، وعداءكم للمسلمينَ. كلمةٌ أخيرةٌ: انشغلوا، يا (أشقاءنا)، بعبد العزيز الريس وأشباهه الذين يدعونَ لعبادةِ وليِّ الأمرِ، وكفوا شروركم عن المسلمينَ والعربَ.