مجزرة خان يونس.. واستمرار الإبادة الجماعية

على الرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي، والأوامر التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، والإدانات الدولية والإقليمية، لا تزال حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة، تواصل الإمعان في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، دون اكتراث للدعوات لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، حيث كانت آخر هذه الجرائم المروعة، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة، أمس، واستهدفت مخيمات النازحين، مما أسفر عن ارتقاء 90 شهيدا، نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة 300 آخرين. والأسوأ أن هذه المجزرة الوحشية الصادمة، التي تمثل حلقة جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق والإنسانية جمعاء، جاءت في وقت يتطلع فيه العالم للجهود المكثفة التي تبذلها الوساطة المشتركة من دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما يجعل من هذه المجزرة خطوة لا يمكن تفسيرها سوى أنها مسعى لإفشال هذه الجهود، وعدم رغبة حكومة الكيان الإسرائيلي في وقف عدوانها الوحشي ضد الشعب الفلسطيني. إن الجرائم الشنيعة التي يواصل الاحتلال ارتكابها مرة بعد أخرى، واستهتاره بالدم الفلسطيني تؤكد الحاجة الملحة إلى تحرك دولي عاجل وجاد لإنهاء هذا العدوان الغاشم فورا، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق، ذلك أن استمرار الوضع الإنساني الكارثي الحالي وحملات الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، في ظل غياب إرادة دولية ناجزة للتصدي له، ينذر بمخاطر كبيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، ويفجّر دائرة واسعة من العنف في المنطقة والعالم. لقد حان الوقت لتحرك فوري من المؤسسات الدولية لمحاسبة الكيان الإسرائيلي المجرم على انتهاكاته الوحشية والمروعة بحق الشعب الفلسطيني، ووضع حد لاستهتار هذا الكيان الغاصب بالقوانين الدولية والإنسانية، وإرغامه على احترام قرارات الشرعية الدولية.