12 سبتمبر 2025
تسجيلليس جديداً أن تُشن حملات على قطر اليوم، فالأشجار المثمرة تُرمى بالحجارة، ألسنا نتذكر كيف وضعت قطر سابقا قبل المونديال في دائرة التشويش والتسييس من بعض الدول الغربية والعربية لإفشال خططها ودحض مسيرتها عند الموافقة على استضافتها لتنظيم كأس العالم لكرة القدم، مع ذلك نجحت وأثمرت، وضربت بإرادتها وثقتها عرض الحائط كل خطط التشكيك والتدليس لإفشال إقامة المونديال على أرضها، كما وضعت في ميزان التحليل والنقد، وشنت حملات نقابية وحقوقية وإعلامية ضدها حول وضع العمال، وسُخرت الأموال بسخاء للبرامج الإعلامية الكيدية ضدها، ولكنها في النهاية نجحت وتجاوزت الصعاب، وحققت الهدف، بثقة واعتزاز ودهشة من حضر وشاهد وعلى المستوى العالمي.. وما زال الحديث عن نجاحها قائما، لم يسبقه أي حدث رياضي عالمي بهذا النجاح. ……. الآن مع الحرب الصهيونية الجشعة ومواقف قطر السلمية لبتر الحرب ووقف نزيف دماء الأبرياء والوصول من خلال المفاوضات واللقاءات إلى حل سلمي لمصلحة الطرفين، تعاد الكرة الكيدية ضد قطر وإن اختلف المضمون واختلفت الأجواء لتبدأ الحملات ضدها من أجل «إسرائيل» الطفل المدلل لأمريكا ودول الغرب ودول التطبيع. لماذا هل أصبح الدفاع عن الحق جريمة في القانون والعرف الصهيوني؟!!، وهل الدفاع عن حماس التي تحارب على أرضها ومن أجل أرضها أصبح إرهاباً؟!! إذن! ماذا تسمى الإبادة الجماعية لشعب أعزل المنافية للقانون الدولي والإنساني والأخلاقي؟!! وماذا عن الجوع والمرض والنزوح والتهجير وأعداد الجرحي والشهداء وتدمير المدارس والمستشفيات؟! ماذا عن الآلاف في السجون والمعتقلات الصهيونية؟! ماذا عن الصواريخ والقذائف والذخائر الأمريكية الغربية المدّمرة؟! إنها حرب عشوائية مستنزفة إرهابية هدفها القضاء ليس على حماس المتهم بالإرهاب فحسب إنما محاربة الدين الإسلامي الذي ما زال يشكل أكبر مصدر للقلق للصهيوني وحلفائه، إرهاب صهيوني وأمريكي وغربي يمارَس اليوم في غزة لا جدل ولا شك فيه.. ..….. حملات دعائية وإعلامية تُشَن ضد قطر بسبب الدور الذي تقوم به في الوساطة بين الكيان الصهيوني وعناصر المقاومة من أجل إيقاف الحرب والمجازر وتبعاتها في غزة، والتشكيك في وساطتها واتهامها بالإرهاب وتمويل الإرهاب والوقوف مع الإرهابين، «حماس» وتدعو إلى مقاطعتها وتحملها مسؤولية عدم الإفراج عن الرهائن الإسرائيلية، وهي في المقابل تواجه حربا إعلامية شعواء تقودها أطراف معادية تحمل صبغة صهيونية وغربية، هدفها استخدام قطر كأداة للضغط على المقاومة الفلسطينية لفك الرهائن والقبول بالشروط الإسرائيلية. هذه قطر وهذا دورها الحياديّ المشرف في حل النزاعات والخلافات وقيامها بدور الوسيط، يجعلها في محل ثقة من الجميع، هذه قطر وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية، ومساندتها اقتداءً بقوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا}.. ففي دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب قال الباحثان كوبي ميخائيل / ويوئيل غوجانسكي «إنه من الصعب أن يجد المرء في العصر الحديث دولة مشابهة لدولة قطر قليلة السكان وصغيرة المساحة ولكنها تتمتع بهذا النفوذ والقوة، وتمثل خطراً على الاستقرار والأمن في المنطقة … إلى آخره». قطر تسير في خط سيرها تاركة النباح والهياج الإسرائيلي وراء ستار الحق. اللهم انصر إخواننا في غزة واخذل إسرائيل وحلفاءهم