15 سبتمبر 2025
تسجيلالعيد منحة ربانية للفرح والسعادة والبهجة بعد فريضة يؤديها المسلمون وهي فريضة الحج. والآن.. ونحن في نهاية أيام عيد الأضحى المبارك وما زالت الأفراح مستمرة، ففي العيد يعبر الجميع عن السرور كباراً وصغاراً. وتوضع الخلافات جانباً وتفرض الزيارات وصلة الرحم وجودها فلا مكان للزعل والخصام والحزن مهما كانت ظروفك. ولهذا اليوم عند كل منا ذكريات جميلة جدا لا تزال محفورة في الذاكرة، فلا ننسى أبداً أكبر عيدية حصلنا عليها، ولا رائحة العيد التي تملأ المكان، ولا صلاة العيد وفرحة استقبال المهنئين. ولا اللقاء في البيت الكبير والاجتماع مع العائلة التي قد تكون ظروف السفر والعمل منعت البعض منهم من التواجد بالقرب دائما.. وغيرها الكثير. وطقوس عيد الأضحى تختلف قليلا عن عيد الفطر، فذبح الأضحية وتوزيع الأضاحي وغداء العيد كلها طقوس لا توجد إلا في عيد الأضحى تحديداً للتأكيد على معنى التضحية وقيمتها الأخلاقية والإنسانية الكبيرة في سلوكنا العام. ومن الجميل أن نتشارك الفرح بالعيد مع المقيمين والجاليات المسلمة في البلاد، وقد تختلف طريقة الاحتفال بين جالية وأخرى ولكن يتفق الجميع على الفرح بالمناسبة وبلقاء الأصدقاء والأهل. وتبدأ تلك الأجواء المميزة قبل أن تحل المناسبة من شراء واختيار ملابس وتجهيز لاستقبال وزيارة الأهل وغيرها من تحضيرات نقوم بها ونحن بمنتهى السعادة والتفاؤل. إن جدران المنازل لا تبنى إلا بحب العائلة وضحكات الإخوان والأخوات وروح الجد وحنان الجدة ودفء الأعمام والعمات وحب الخالات والأخوال فكيف لا تجتمع معهم؟! ولهذا فجمال العيد يكتمل مع العائلة التي هي زاد الحب لكل فرد من أفرادها. وقد يختلف حجم كل عائلة من شخص لآخر ولكن الأهم في ذلك الاحتفال بالفرح مهما صغرت أو كبرت عائلتك. والغريب والمؤسف مؤخرا اتجاه البعض لقضاء أول أيام العيد خارج البلاد بعيدا عن العائلة الكبيرة وعن كل مظاهر العيد. وبهذه المناسبة هنئ الكبير واضحك مع الصغير من عرفت ولم تعرف، لا تخبئ الكلام الحلو فالكلمة الطيبة صدقة وستجد أثرها الفوري عليك وعلى من أمامك، امدح الكبير والصغير، ومن المهم أيضا زيارة المرضى، وتوزيع العيدية على العمال والعاملات حتى يكون لها أثر كبير في إضافة البهجة لهم لن تنقص منك شيئا ولكن ستزيدهم فرحاً وستزيدك أجراً. وهنا أود أن أوجه السؤال للجميع، ما هو العيد الذي لن تنساه أبداً؟ ولماذا؟ بصراحة عني أنا شخصياً كل عيد له بصمته ونكهته المختلفة التي لا تزال عالقة ليومنا هذا. لذلك أقول شارك الجميع العيد وإن كنت بعيدا فالتكنولوجيا حاضرة لمشاركة الأهل والأصدقاء من رسائل وصور وفيديو ولا تخبئ مشاعرك وافرح فإظهار الفرح في مثل هذه الأيام المباركة سنة نبوية أمرنا بها الرسول الكريم ليسعد الصديق ويغيظ العدو. وهي فرصة لمحو الخلافات وللحب والشعور بالأمان وللتعارف وعمل الخير. وخاتمة العيد علينا إذن أن نفرح وننشر الفرح حولنا، وأسأل الله أن يديم الأعياد والفرح، بوركت أعيادكم وبارك الله في أعماركم وزاد في حسناتكم وكل هذا وبيني وبينكم. @Munaaljehani1