14 سبتمبر 2025
تسجيلترتيب مؤشر السلام العالمي لعام 2020 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بمدينة سيدني الأسترالية مؤخراً والذي أحرزت فيه دولتنا العزيزة المرتبة الأولى في قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمرتبة (21) عالمياً..محافظة على تفوقها في ترتيب المؤشر العالمي. وحازت دولة قطر على المركز الأول عربياً والـ(16)عالمياً في مؤشر الدول الأكثر أماناً وسلاماً مجتمعياً، ولتكون دولتنا العزيزة بذلك في قائمة الدول الاقتصادية الخليجية والعربية والدولية الأقل تأثراً بالعنف وهذا كله يعكس المكانة التي تبوأتها دولتنا العزيزة على مستوى العالم في مجال الأمن، والتي جاءت متماشية مع رؤية قطر 2030، وإستراتيجية وزارة الداخلية الرامية إلى تعزيز الأمن والأمان على مستوى الدولة كافة وإحرازها مراتب متقدمة من خلال انخفاض معدلات ارتكاب جرائم القتل وأعمال العنف، ومدى انتشار الجريمة في المجتمع واستقرار الأوضاع السياسية ولمجتمع خال من الإرهاب وتأثيراته، وعدم وجود تهديدات أو صراعات سواء كانت داخلية أو خارجية . فمسألة الأمن والأمان هي ما تكون دائماً محور العلاقات الإنسانية منذ وجدت الخليقة فالأمن آية إلهية ونعمة ربانية والأمن هو مصدر قوة للدفع بالمجتمعات الإنسانية نحو التقدم والازدهار والنماء الحضاري في كل مجالاتها الإنسانية .. والاجتماعية ..والاقتصادية وغيرها . ولو تأملنا الآية الكريمة من قول الحق سبحانه وتعالى "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ" الآية(15) سبأ. إلى قوله تعالى "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ" الآية (18) سبأ. وتفسير الآية هو أن الأمن حاصل لقوم سبأ في سيرهم ليلاً ونهاراً وحيث يقول الإمام النسفي في تفسير هذه الآية أي سيروا فيها إن شئتم بالليل وإن شئتم بالنهار فإن الأمن فيها لا يختلف باختلاف الأوقات، أو سيروا فيها آمنين لا تخافون عدواً ولا جوعاً ولا عطشاً وإن تطاولت مدة أسفاركم وامتدت أياماً وليالي .. انتهى كلامه .. ومن هنا أيضاً جاءت دعوة نبينا الخليل إبراهيم عليه السلام قائلاً "رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " الآية(126) البقرة. فقدم نعمة الأمن على نعمة الطعام والغذاء لعظم هذه النعمة وخطر زوالها، فإن غياب نعمة الأمن يؤدي إلى الفساد في الأرض، وانتشار الجهل والفوضى والخراب والظلم والعدوان، فعندما تنظر إلى أحوال كثير من الدول التي غابت عنها نعمة الأمن والأمان تجد الناس فيها ينتابهم الذعر والخوف على أنفسهم وأموالهم وأهليهم وتجد القلق والاضطراب في كل شؤونهم الحياتية والمعيشية نظراً لتفشي الجريمة والعنف والسرقة وسلب الأموال والاغتصاب وكلها ويلات ومآسٍ يفرزها غياب نعمة الأمن والأمان على هذه الأمم والأوطان إننا والحمد لله نعيش في وطن تجد فيه ظلال الأمن والأمان في شوارعنا وطرقنا وبيوتنا وتجد أبواب بيوتنا مفتوحة طوال الليل والنهار وفي كل الأوقات وتجد شوارعنا وشواطئنا يرتادها السائرون ليلاً ونهاراً وبدون أن تجد ما يعكر صفوها من عنف وجريمة وسرقات وتعدٍّ على الأنفس والأموال والأعراض إنها نعمة جاءت أولاً بفضل الله ومنته ورحمته، وجاءت بفضل السياسة الحكيمة والقيادة الرشيدة لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وحكومته الرشيدة التي وضعت تلك الأسس والقواعد في المحافظة على أن تكون دولتنا العزيزة في مصاف الدول التي تجعل من مسألة الأمن والأمان مسألة إستراتيجية تنطلق منها دولتنا العزيزة نحو آفاق الحضارة والتقدم والتطور والازدهار ولكافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية والسياحية. إن وضع القواعد والخطط الصحيحة نحو هذا المسار هي وحدها الكفيلة بتحقيق ثمار الأمن والأمان لدولتنا مما يشهد به الداني والقاصي ومما يشهد به كل مواطن ومقيم وزائر وسائح عندما تطأ قدماه أرض الدوحة .. دوحة الجميع .. وأرض قطر كعبة المضيوم وبكل حب وترحاب وحسن ضيافة وكرم لا حدود له. وللمقال بقية في الأسبوع المقبل. [email protected]