أفغانستان بحاجة إلى السلام

الهجوم الذي استهدف مبنى تجاريا في أفغانستان، وأدى إلى مقتل مسؤولين أمنيين وإصابة آخرين أمس ، يؤكد الحاجة الملحة إلى تسريع خطى الحوار الأفغاني الأفغاني الذي انطلق في الدوحة الأسبوع الماضي . ومع التأكيد على رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب فإن أفغانستان بحاجة اليوم إلى مساعدة المجتمع الدولي للقيام بإجراءات عملية من شأنها بناء الثقة ونبذ العنف والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي جرى التوافق عليها في اجتماعات الدوحة الأخيرة بين الأطراف الأفغانية . إن بناء السلام في أفغانستان لن يتم بين يوم وليلة واستمرار العنف لا يعني اليأس من البحث عن أرضية مشتركة تنبذ التطرف وتصون دماء الشعب الأفغاني الذي يرنو إلى حل ينهي دوامة العنف التي لا مخرج منها إلا بالجلوس إلى طاولة الحوار، فتحقيق السلام في أفغانستان لن يتم إلا عبر مفاوضات أفغانية - أفغانية شاملة لا تستثني أحدا وتضع مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة الأولويات لانتشال هذا البلد الشقيق مما يعانيه . على أن دعم الدول المجاورة والمجتمع الدولي لا غنى عنه للشعب الأفغاني فهو إذ يتطلع إلى السلام بحاجة إلى مساعدة الدول الشقيقة والصديقة ودعم المجتمع الدولي للخروج من الأزمات التي تكالبت على هذا الشعب بعدما نجح في فترة من الفترات في إجلاء التدخل الأجنبي عن أراضيه وهو إذ يتطلع إلى اليوم الذي تغادر فيه القوات الأجنبية أراضيه يحتاج إلى بناء قدرات الدولة التي ستنهض بالبلاد دون استثناء طائفة أو مكون سياسي ودون إقصاء وهذا ما يجب أن يعيه أولئك الذين لا يزالون يتبنون العنف وسيلة لتحقيق أهدافهم .