تنديد حقوقي عالمي بالحصار

التقارير العالمية المنددة بالحصار المفروض على قطر ظلما وعدوانا تتواصل وتزيد يوما بعد الآخر. أمس أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن الحصار تسبب في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، إلى جانب انتهاك الحق في حرية التعبير وتشتت العائلات ووقف الرعاية الطبية التي كان يتلقاها قطريون في بلدانهم وانقطاع التعليم وتشرد العمالة .هذا الموقف الواضح جاء جزءا من سلسلة طويلة من الإدانات والانتقادات التي صرحت بها منظمات حقوقية دولية ضد دول الحصار، باعتبار ما خلفه من انتهاك لحقوق المواطنين والمقيمين في قطر على السواء، ونتج عنه مآس إنسانية بالجملة تندى لها الإنسانية .هذا الحصار الظالم لا يتفق بأي حال من الأحوال مع القواعد الأساسية لحقوق الإنسان والأخلاق والأعراف والقوانين الدولية، وهو ما وسع دائرة التضامن العالمي مع قطر. هذا الحال لم يقف عند التصريحات والبيانات المنددة فحسب، بل امتد ليشمل خروج المظاهرات بالآلاف في جميع أنحاء العالم لتوقظ ضمير الإنسانية تجاه ما يجري من إجراءات ظالمة ضد قطر .لقد تجاوز الحصار الأزمة السياسة إلى عدوان إنساني صريح على الشعوب، ففضلا عن أنه يعمق الخلاف ويزيد الانقسام في المنطقة، فهو يوسع الهوة ويشيد جدارا نفسيا كبيرا بين شعوبها من الصعب إصلاحه قريبا.وفي الوقت الذي تدعي فيه حكومات دول الحصار أن الإجراءات غير موجهة للشعوب نجد أن أول المتضررين منها كافة فئات المجتمع داخل قطر سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين من كل الجنسيات.