16 سبتمبر 2025
تسجيلإن أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. (قال أبو الجلد: أوحى الله إلى موسى: إذا ذكرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا، وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك). وصف علي (رضي الله عنه) يوما الصحابة فقال: كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في اليوم الشديد الريح، وجرت دموعهم على ثيابهم... قال زهير البابي: إن لله عبادا ذكروه فخرجت نفوسهم إعظاما واشتياقا، وقوم ذكروه فوجلت قلوبهم فرقا وهيبة، فلو حرقوا بالنار لم يجدوا مس النار، وآخرون ذكروه في الشتاء، فارفضوا عرقا من خوفه، وقوم ذكروه فحالت ألوانهم غيرا، وقوم ذكروه فجفت أعينهم سهرا... صلى أبو يزيد الظهر، فلما أراد أن يكبر لم يقدر إجلالا لاسم الله وارتعدت فرائصه حتى سمعت قعقعة عظامه... كان أبو حفص النيسابوري إذا ذكر الله تغيرت عليه حاله حتى يرى جميع ذلك من عنده، وكان يقول: ما أظن أن محقا يذكر الله عن غير غفلة ثم يبقى حيا إلا الأنبياء، فإنهم أيدوا بقوة النبوة، وخواص الأولياء بقوة ولايتهم. - إذا سمعت باسم الحبيب تقعقعت مفاصلها من هول ما يتذكر.- وقف أبو يزيد ليلة إلى الصباح يجتهد أن يقول - لا إله إلا الله. - فما قدر إجلالا وهيبة، فلما كان عند الصباح نزل فبال الدم. - وما ذكرتكم إلا نسيتكم نسيان اجلال لا نسيان اهمال- إذا تذكرت من أنتم وكيف أنا أجللت مثلكم يخطر على بالي. - الذكر لذة قلوب العارفين، قال الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، قال مالك بن دينار: ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله... (وفي بعض الكتب السالفة يقول الله: معشر الصديقين بي فافرحوا، وبذكري فتنعموا، وفي أثر آخر سبق ذكره: وينيبون إلى الذكر كما تنيب النسور إلى وكورها). وعن ابن عمر قال: (أخبرني أهل الكتب أن هذه الأمة تحب الذكر كما تحب الحمامة وكرها، ولهم أسرع إلى ذكر الله من الإبل إلى وردها يوم ظمئها. قلوب المحبين لا تطمئن إلا بذكره وأرواح المشتاقين لا تسكن إلا برؤيته). قال ذو النون: ما طابت الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنة إلا برؤيته.- أبدا نفوس الطالبين إلى طلولكم تحنّ- وكذا القلوب بذكركم بعمد المخافة تطمئن- حنت بحبكم ومن يهوى الحبيب ولا يحن