12 سبتمبر 2025
تسجيل• قوله ( بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا , وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا ) أى ظننتم أن المشركين سوف يستأصلونهم بالمرة فخشيتم إن كنتم معهم أن يصيبكم ما أصابهم فلأجل ذلك تخلفتم لا لما ذكرتم من المعاذير الباطلة ( وزين ذلك في قلوبهم ) وقبلتموه واشتغلتم بشأن أنفسكم غير مبالين بهم ( وظننتم ظن السوء ) وتكرير لفظ الظن اتشديد التوبيخ والتسجيل عليه بالسوء وغيره من الظنون الفاسدة التي من جملتها الظن بعدم صحة رسالته عليه الصلاة والسلام ( وكنتم قوما بورا ) أى هالكين عند الله مستوجبين لسخطه وعقابه . • قوله (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ) (13) أى ومن لم يؤمن بهما – الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام –كدأب هؤلاء المخلفين ( فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ) إيذانا بأن من لم يجمع بين الإيمان بالله وبرسوله فهو كافر ومستوجب للسعير بكفره نار مخصوصه وهذا من التهويل بشدة العذاب . • قوله ( ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما ) (14) أى ولله ملك السماوات والأرض وما فيهما يتصرف في الكل كيف يشاء ( يغفر لمن يشاء ) أن يغفر له ( ويعذب من يشاء ) أن يعذبه من غير دخل لأحد في شئ منهما وجودا وعدما وفيه حسم لأطماعهم الفارغة في استغفاره عليه الصلاة والسلام لهم ( وكان الله غفورا رحيما ) أى مبالغا فى المغفرة والرحمة لمن يشاء ولا يشاء إلا لمن تقتضي الحكمة مغفرته ممن يؤمن به وبرسوله وأما من عداه من الكافرين فهم بمعزل من ذلك قطعا . • قوله ( سيقول لك المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ) (15 ) أى المذكورون سقولون عند انطلاقكم إلى مغانم خيبر لتحوزوها حسبما وعدكم إياها وخصكم بها عوضا مما فاتكم من غنائم مكة ( ذرونا نتبعكم ) إلى خيبر ونشهد معكم قتال أهلها ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) بأن يشاركوا في الغنائم التي خصها بأهل الحديبية فإنه عليه الصلاة والسلام رجع من الحديبية في ذي الحجة من سنة ست وأقام بالمدينة بقيتها وأوائل المحرم من سنة سبع ثم غزا خيبر بمن شهد الحديبية ففتحها وغنم أموالا كثيرة فخصها بهم حسبما أمره الله عز وجل (قل لن تتبعونا ) إقناطا لهم لا تتبعونا فإنه نفى في معنى النهى للمبالغة ( كذلكم قال الله من قبل ) أى عند الانصراف من الحديبية ( فسيقولون ) للمؤمنين عند سماع هذا النهى ( بل تحسدوننا ) أى ليس ذلك النهى حكم الله بل تحسدوننا أن نشارككم فى الغنائم ( بل كانوا لا يفقهون ) أى لا يفهمون (إلا قليلا ) إلا فهما قليلا وهو فطنتهم لأمور الدنيا رد لقولهم الباطل ووصف لهم بما هو أعظم من الحسد وأطم من الجهل المفرط وسوء الفهم فى أمور الدين .