16 سبتمبر 2025
تسجيليقول أحد الرحّالة: "إنه السفر.. يتركك صامتاً، ثم يحوِّلك إلى قصّاص"، يستعد الكثير للسفر في بداية الصيف ويعتبر هذا الوقت موسم السفر ويعتبر بالنسبة للكثيرين التحرر من كل القيود المكانية والزمانية والمغادرة الى وجهة يختارها ويفضلها بحسب الهدف من السفر، ان كانت الوجهة سياحية أو علاجية أو زيارة الأهل. أصبح السفر اليوم ضرورة ملحة للكثيرين بعيدا عن روتين العمل وضغط الدراسة، ويعتبر فرصة لأخذ قسط من النقاهة والاستجمام بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية بالإضافة الى ذلك هو فرصة للقاء مع الأهل والتقارب أكثر ويتيح الحصول على تجارب جديدة مختلفة تماما، فكل مكان وله طابعه الخاص من حيث اللغة، او اللهجة، او الثقافة. زياد الرحباني يقول:" وطرق السفر يقف عليها أناس كثيرون، لا يبكون، لا يضحكون، إنهم مسافرون". ويأتي ذلك بعد التعافي من جائحة الكورونا التي أصابت العالم كله وتغيرت وجهات السياحة والارتفاع الكبير في أسعار التذاكر والفنادق في الكثير من الوجهات السياحية مما يجعل رب الأسرة أو الشخص يدفع الكثير من الأموال من ميزانيته لقضاء أيام قليلة فقط مما يرهق كاهله أو يلجأ للبنوك لأخذ القروض ذات الفوائد المرتفعة اليوم ويظل يدفع الثمن سنوات طويلة. لتفادي ذلك كله بالإمكان الاعداد المسبق لهذا السفر بالتوفير له قبل ذلك بفترة طويلة أو السفر خارج موسم السياحة والسفر، المعروف أن الأسعار هنا تختلف اختلافا كبيرا مقارنة بها في الصيف. والسفر الاقتصادي هو أحد الحلول المفضلة لدى الكثيرين اليوم الذي يتضمن التذاكر والسكن الاقتصادي واختيار الوجهات السياحية الأقل تكلفة أيضا الاستفادة من عروض الشركات السياحية بالحجز مسبقا. يفضل عند اختيار الوجهة السياحية الاخذ بالاعتبار إذا كانت المنطقة آمنة بمعنى ليست منطقة حرب او صراعات دينية، وأكثر ما يقلقك حتى قبل السفر السرقات وكيف نتجنبها، والابتعاد عن الأماكن التي تكثر بها السرقات كالأماكن المزدحمة بالمقابل من المعروف اليوم وبعد جائحة كورنا الاستخدام الآمن للبطاقات البنكية عوضا عن النقد الذي يعرضك للخطر أنت وعائلتك. وهناك السياحة الداخلية في بعض البلدان التي تعتبر ذات مساحة كبيرة فرصة للسياحة داخل البلد والاستمتاع بأجوائها وضمن فعالياتها المتاحة بما يناسب الفرد. الجميل في السفر أنك تعود ممتلئا بالذكريات التي لا تنسى وقد مرت المواقف الطريفة بك وعائلتك، فيقول مصطفى صادق الرافعي: لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور، فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح، والمغامرة بحد ذاتها في السفر جديرة بالاهتمام لأنها تضيف لشخصيتك خبرات جديدة في التعامل مع الأحداث والأشخاص سواء كان بحسب عادات وتقاليد البلد أو ثقافته وليس شرطا أن تكون كل عادات البلد توافق عاداتك وميولك والمغامرون هم وحدهم من يعرفون المدى الذي يمكن الوصول إليه برأيي السفر يساعد على اكتساب الكثير من الصفات والخبرات المفيدة . ويقول المستكشف والمترجم الإنجليزي "ريتشارد بيرتون" (أسعدُ لحظةٍ في حياة الإنسان، حسبَ اعتقادي، عندما يرحل إلى أراضٍ لا يعرفها) بالفعل هناك أوقات يحتاج فيها الإنسان أن يمضي قدما، ويبتعد عن المشكلات التي تحيط به، بمعنى آخر نحتاج أن نهرب احيانا، فالنفس البشرية تحتاج إلى فترة راحة، من لم ير إلّا بلده يكون قد قرأ الصفحة الأولى فقط من كتاب الكون. مسافرون مسافرون.. على أية حال!! كل هذا وبيني وبينكم.