10 سبتمبر 2025
تسجيلأعلن ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي الأسبوع الماضي عن مبادرة جديدة باسم "المتسوق السري"، وهي عبارة عن مبادرة يتم فيها اختيار متطوعين من المجتمع لتجربة واختبار نوعية وجودة الخدمات الحكومية المقدمة في قطر، ويقوم المتطوعون بعد ذلك بتقييم الخدمات الحكومية، ليتولى ديوان الخدمة المدنية دوره في رفع التوصيات إلى هذه الجهات الحكومية لتحسين خدماتها وأعمالها. سررت جداً بهذه المبادرة الخلاقة، الهادفة إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية في الدولة والرفع من مستوى تجربة العميل، فبالاستعانة بمتطوعين من المجتمع بدلاً من موظفي ديوان الخدمة المدنية، قد نرتقي بالخدمات فعلاً، فالمتطوعون لا يتقاضون أجراً على هذا العمل الذي يخدم دولتهم ومجتمعهم، ونظرتهم إلى هذا العمل حيادية تماماً، جُل همها هو تحسين وتطوير الخدمات الحكومية التي نستعملها جميعاً على امتداد حياتنا. وهذا الاتجاه الجريء الذي تدخل على خطه ديوان الخدمة المدنية، هو الاتجاه الذي على جميع الجهات الحكومية التفكير بالأخذ به.. وهو التفكير بالعميل "كزبون"، "كمتسوق"، "كباحث عن تجربة مميزة" عند بدء الإجراء الحكومي أو الأخذ بالخدمات الحكومية، فالجميع يرى تميز الشركات الخاصة في تقديم خدماتها المسهلة والسريعة. بعض الشركات تصلك إلى بيتك في ساعة لتوقع على الأوراق أو لتعطيك المستندات، وهناك شركات أخرى لا تضطر إلى الوقوف في طابور أو الرجوع مرة ثانية بالمستندات المطلوبة، "فالإيميل يكفي". بطبيعة الحال، الشركات الخاصة تبحث عن التميز في خدمة العملاء كيلا تخسرهم، وهذا ما لا تخافه معظم الجهات الحكومية، فعملاء الجهات الحكومية مضطرون إلى اللجوء إلى خدماتها.. ولكن هذه الجهات معرضة إلى خسارة المستثمرين من مواطنين وأجانب، بالإضافة إلى تهاون العملاء في استعمال بعض الخدمات الحكومية اللازمة، وهذا ما قد يؤثر سلبياً على العملاء وغيرهم. ومن الأمثلة الجيدة في الدولة على تحسين الخدمات وتنويعها، هو "بريد قطر" الذي رفع من مستوى وجودة خدماته، حتى أصبح الكثير يُفضله على الشركات العالمية الأخرى الشهيرة، وهذا ما نطمح إلى أن نصل إليه في قطر.. التميز والإبداع في جميع الأوجه وعلى الأخص في الخدمات المقدمة للعملاء، الكبار منهم والصغار، وبتحسين الخدمات البسيطة المقدمة للعملاء، يرتفع المعيار بالنسبة للخدمات الأخرى، وسيصبح المطلوب في المستوى.. من أفضل إلى أفضل، والطريق يبدأ من هنا.