23 سبتمبر 2025
تسجيلأخيراً وبعد أشهر عديدة من التحذيرات العالمية والدعوات التي ظلت تندد بعدم العدالة في توزيع لقاحات فيروس كورونا، تعهدت قمة "الدول السبع" بتوفير أكثر من مليار جرعة لقاح ضد فيروس كورونا للدول الفقيرة، في خطوة تهدف لإظهار الوجه الإنساني للدول الكبرى، في مقابل الانتقادات العاصفة التي تعرضت لها. لقد وضعت جائحة كورونا المجتمع الدولي أمام أكبر اختبار أخلاقي، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في فبراير الماضي، من عدم عدالة توزيع لقاحات فيروس كورونا، مؤكدا استحواذ 10 بلدان على 75 بالمائة من جميع اللقاحات بالعالم، في الوقت الذي لم تتلق فيه أكثر من 130 دولة جرعة واحدة. وفي أبريل الماضي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن اللقاحات ما زالت بعيدة المنال عن الدول الأشد فقراً، مشيرا إلى 81 % من اللقاحات ذهبت إلى البلدان ذات الدخول المرتفعة أو المتوسطة العليا، في حين حصلت الدول منخفضة الدخل على 0.3 في المائة فقط. لكن كان لافتاً الدعوة التي وجهها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المجتمع الدولي للعمل المشترك لضمان العدالة في توفير الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لكافة الدول، في كلمة لسموه أمام مؤتمر القمة العالمي للقاحات 2020، مذكرا المجتمع الدولي بأنه لا بديل عن التعاون الدولي في مواجهة هذه الأزمة. إن هذه النظرة الحكيمة من صاحب السمو، والتي جاءت في وقت باكر وقبل إنتاج اللقاحات بأشهر طويلة، هي ما يشكل الأساس الأخلاقي والإنساني للسياسة القطرية الخارجية التي ترتكز على موروث من القيم التي تدعو لخير الإنسانية جمعاء. ولا شك أن تعهدات قمة "الدول السبع" بتوفير أكثر من مليار جرعة لقاح للدول الفقيرة، تعد خطوة كبيرة أخرى في طريق تضافر الجهود الدولية للقضاء على جائحة كورونا "كوفيد - 19".