22 سبتمبر 2025
تسجيليجيء التفجير الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان امس كعملية تخريبية إجرامية تشكل تهديدا مباشرا على أمن الخليج وتضاعف التوتر في منطقة الخليج التي لا تحتمل المزيد من التصعيد. وبغض النظر عن هوية الفاعل فإن هذه العملية تضع جميع الأطراف الضالعة أمام مسؤولياتها القانونية جراء التداعيات الخطيرة التي تحملها هذه الجريمة على أمن وسلامة مسارات التجارة الدولية. ومن المهم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ منطقة الخليج التحلي بضبط النفس ووقف التصعيد والنظر في ضرورة فتح تحقيق دولي في الهجوم والسعي بجدية الى نزع فتيل التوتر في المنطقة. ولا شك أن النيران التي اندلعت في السفينتين تسعى لحرق أوراق السلام في يد جهود الوساطة التي تسابق الزمن لإبعاد نذر المواجهة وشبح حرب جديدة في المنطقة التي تحولت منذ فترة إلى واحدة من أكثر مناطق العالم قابلية للهب والاشتعال. إن استهداف ناقلات النفط هجوم متعمد يثير مخاوف واسعة بشأن سلامة تجارة النفط في ظل التصعيد الحالي، ويطرح أسئلة أخرى عن المستفيد من التصعيد والتحشيد الجاري في المنطقة. وهي بلا شك جهات لا تريد استقرارا للمنطقة، وتدفع نحو مزيد من التصعيد مما يتطلب اجراء تحقيق دولي وتقصيا للحقائق بإشراف من الامم المتحدة التي أكد امينها العام ان العالم لا يستطيع تحمل نزاع كبير في الخليج. ان الهجوم على أحد الاهداف وهو ناقلة يابانية يجيء وسط جهود وساطة تقوم بها اليابان وقطر ودول اخرى لاحتواء التوتر بين ايران والولايات المتحدة الامريكية يطرح بإلحاح تساؤلا عن المستفيد ومن شأن التحقيق في الهجوم أن يحدد للعالم من الفاعل والمفعول لأجله، بعد أن تعدد الفعل والمفعول فيه حيث يبدو وبشكل واضح أن العملية التخريبية من صنع وتخطيط جهات أخرى لا يروق لها نزع فتيل الأزمة بين إيران والولايات المتحدة.