15 نوفمبر 2025

تسجيل

القلبُ قطر والنَّبضُ تميم

14 يونيو 2017

لا يمكنُ (للأشقاءِ)، مهما حاولوا، أنْ يفهموا اللغةَ التي يتحدثُها قلبُ سموِّ الأميرِ الـمفدى وقلوبُنا. فهي لغةٌ فيها انتماءٌ راسخٌ وولاءٌ عظيمٌ لقطرَ بقيادةِ سموِّهِ، حروفُها حبٌّ أكبرُ من القلوبِ، وكلماتُها إيمانٌ بالغدِ الرائعِ الذي سنعيشُـهُ وبلادُنا مُحاطَـةٌ بطيفِ وجهِـهِ الطيبِ، وعينيه الساهرتينِ اللَّتينِ تحتضنانِ طلابَنا وطالباتِنا، وترعيانِ كلَّ مُبدعٍ ومبدعةٍ، وتضمانِ الـمرضى وذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ وكبارَ السنِّ بحنانِ الأبِ، وطِـيبةِ الأخِ، وودادِ الابنِ.في علمِ السياسةِ، يُنْـظَرُ إلى إعلانِ (الأشقاءِ) قَطْعَ العلاقاتِ، وإغلاقَ مجالاتِـهِم الجويةِ والبريةِ والبحريةِ، وترحيلَ القطريينَ ومَنْعَـهُم من دخولِ بلادِهم، كتهديدٍ بعملٍ عنيفٍ، ظناً منهم أنَّ حجمَهُم الكبيرَ، مساحةً واقتصاداً، وهُم مجتمعونَ ضدنا، يجعلُ من ذلك أمراً قد تقبلُ به دولُ العالمِ طمعاً في علاقاتٍ اقتصاديةٍ معهم. لكنهم لم يفكروا بعُمقٍ ورَويةٍ فيُبصروا الواقعَ الذي يُخبرُنا بأنَّ قوةَ قطرَ ليستْ في مساحتها وتعدادِ سكانِها، وإنما في ضخامةِ رصيدِها السياسيِّ الأخلاقيِّ، وعلاقاتِها الدَّوليةِ الواسعةِ، ووجودِها الكبيرِ في أوساطِ الشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ. ثم صُدِموا وزالَتْ حماستُهُم عندما وقفتْ تركيا معنا بصلابةٍ، وقررتْ تفعيلَ الاتِّفاقاتِ الـمُبرمةِ مع قطر، فصاروا يتخبطونَ، فلا هم قادرون على النُّكوصِ، ولا يستطيعونَ إكمالَ تنفيذِ الـمُخَططِ، وأدخلوا الـمنطقةَ كلَّها في حالةٍ من الاضطرابِ والتَّشَرذمِ والتَّرقُّبِ.ما نمرُّ به في خليجنا، هو نتيجةٌ للرعونةِ السياسيةِ (للأشقاءِ)، وسيمرُّ زمنٌ طويلٌ قبلَ زوالِـهِ والخلاصِ منْ تَبعاتِـهِ الإنسانيةِ والأخلاقيةِ والسياسيةِ. وعلينا، في قطر، إعادةُ النظرِ في تخطيطِنا للمستقبلِ، فلا نسمحُ بتكرارِ ما جرى، وإنما نفترضُ أنَّه قد يحدثُ ثانيةً لأبنائنا وأحفادِنا. وهذا يدفعُنا لإيجادِ منافذَ بحريةٍ للصادراتِ والوارداتِ بعيداً عن الإماراتِ، وينبغي أنْ نفكرَ جدياً بالاستثمارِ في سلطنةِ عُمانَ لبناء موانئ ومناطقَ للتجارةِ الحرةِ. وبالتزامنِ مع الـمباحثاتِ بين بلادِنا والسلطنةِ، نقومُ بإعدادِ أسطولٍ تجاريٍّ بحريٍّ مملوكٍ لبلادِنا يحملُ أعلامَ دولٍ كبرى ذاتِ تأثيرٍ فلا تستطيعُ قوةٌ إقليميةٌ التَّعَرُّضَ لها. لقد أثبتتِ السلطنةُ، بقيادتِها الرزينةِ الحكيمةِ، طوالَ تاريخِها، أنها تحرصُ، في سياساتِها، على التوازناتِ الدقيقةِ في الـمنطقةِ، وتعملُ على تعزيزِ مفاهيمَ الـمصيرِ الخليجيِّ الـمشتركِ على أُسسٍ من الأخوةِ بين الشعوبِ، واحترامِ سيادةِ الدُّولِ.وأيضاً، علينا الحرصُ على علاقاتِنا بتركيا التي هي قوةٌ إقليميةٌ عظمى، وقوةٌ عالـميةٌ اقتصاداً وسياسةً وعسكرياً، إلى جانبِ التزامِها الرفيعِ بالحرصِ على وحدةِ ومصالحِ الدولِ الإسلاميةِ. ويكفينا موقفُها الـمبدئيُّ من الـمقاطعةِ والحصارِ، وإقرارُها بالامتنانِ لقطر، أميراً وشعباً، على موقفهما من الانقلابِ الفاشلِ، لنزدادَ احتراماً ومحبةً لها، قيادةً وشعباً.لننظرِ، الآنَ، إلى جانبٍ آخرَ وهو الأخلاقُ الإعلاميةُ الرديئةُ في إدارةِ الحملةِ الفاشلةِ من قِـبَـلِ (الأشقاءِ) الذينَ يحاولونَ، عبثاً، تشويهَ صورةِ بلادِنا في كلِّ الـمجالات. فمنْ وَضعِـهِم لائحةً بائسةً مُضحكةً للإرهابِ، إلى الحديثِ عن الرياضةِ القطريةِ كوسيلةٍ لدعمِهِ، وصولاً إلى حملةٍ فاشلةٍ يريدونَ بها التأثيرَ على الداخلِ القطريِّ؛ نستطيعُ رؤيةَ تَخَبُّطَهُم الذي يجعلُهم يدفعونَ أثماناً سياسيةً فادحةً تستنزفُ أرصدتَهم الضئيلةَ لدى الدولِ والشعوبِ.شعبُنا الخليجيُّ الواحدُ، على وعيٍ بالخطيئةِ التي ارتكبها (الأشقاءُ)، ويدركُ بِـحِـسِّهِ الإسلاميِّ والعروبيِّ والخليجيِّ، أنَّ قطرَ مَجنيٌ عليها. والدليلُ أنَّ حكوماتِ (الأشقاءِ) فرضتْ على مواطنيها عقوباتٍ بالسَّجنِ الـمُشَدَّدِ وغراماتٍ ماليةً إذا أبدوا تعاطفاً مع قطر(!!!).كلمةٌ أخيرةٌ:يا حضرةَ صاحبِ السموَّ، أميرَ الكويتِ الحبيبةِ، كم شعرنا، نحنُ القطريينَ، بالامتنانِ والشكرِ لكَ، وأنتَ تحملُ على كاهلك عبءَ إصلاحِ ذاتِ البينِ في خليجنا. كم شعرنا بالـمحبةِ العظيمةِ لقائدٍ عربيٍّ وأبٍ عطوفٍ يجاهدُ السنَّ ومتطلباتِـهِ، فيغدو ويروح وهو صائمٌ، وقلبُـهُ يحتضنُ الخليجَ. فلسموِّك منا كلَّ التقديرِ والإجلالِ والحبِّ.