18 سبتمبر 2025

تسجيل

دور عالمي نموذجي لشركات طيران خليجية

14 يونيو 2015

يساهم النمو المتواصل لبعض شركات الطيران التي تتبع دول مجلس التعاون الخليجي بإعادة تشكيل صناعة الطيران العالمية الأمر الذي يخدم مبادئ التنافسية وتقديم أفضل الخدمات للمسافرين. تتضمن الخطوات تعزيز شبكات ووجهات السفر مختلف قارات العالم وتقديم طلبات لشراء طائرات حديثة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وهي محل تقدير المستهلكين في جميع أنحاء العالم. وفي هذا الصدد يلاحظ استمرار خطوات توسعة المطارات داخل دول مجلس التعاون انعكاسا لأهمية صناعة الطيران. تستفيد مختلف القطاعات الاقتصادية من حركة الطيران بما في ذلك الضيافة والمواصلات.هناك الكثير من الشواهد على نجاح صناعة الطيران لدول مجلس التعاون، ويكفي القول بأن طيران الإمارات عبارة عن أكبر مشغل على مستوى العالم لطائرات أي 380 العملاقة، حيث يتم الإعلان بصورة مستمرة عن مدن سوف يتم خدمتها بواسطة أكبر طائرة ركاب في العالم. كما يعد مطار دبي واحدا من أكثر المطارات العالمية ازدحاما لأسباب تشمل أعداد ركاب الترانزيت. كما يعد مطار حمد الدولي في الدوحة أحد أحدث المطارات العصرية على مستوى العالم وليس فقط الشرق الأوسط الأمر الذي يضيف للمكانة الاقتصادية للمنظومة الخليجية. ويمكن تفهم رغبة المسافرين من جميع أنحاء العالم السفر على شركات طيران خليجية وتحديدا الإمارات والقطرية والاتحاد لأسباب تشمل تشغيل طائرات حديثة وتسيير رحلات منتظمة لعشرات الوجهات العالمية. ذات مرة سمعت من دبلوماسي أمريكي ذي مسؤولية عالمية يقول بأنه دائما يجد نفسه يمر من خلال مطارات دبي أو الدوحة أو أبوظبي للسفر إلى أماكن في الهند والصين. كما سمعت من أستاذ أمريكي كلاما مفاده بأن شركات الطيران التابعة لدول مجلس التعاون مازالت تقدم الهدايا لصغار المسافرين وفي ذلك محل تقدير الأسر وهي من الأمور التي اختفت لدى شركات الطيران الأمريكية.حقيقة القول، توفر القطرية والإماراتية والاتحاد رحلات منتظمة إلى أماكن في أستراليا واليابان والصين والولايات المتحدة. بل هناك رحلات مباشرة من دبي والدوحة وأبوظبي إلى مدن رئيسية في الولايات المتحدة بما في ذلك نيويورك وواشنطن وشيكاغو ودالاس وهيوستن وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس. وفي هذا الصدد، تمارس ثلاث شركات طيران أمريكية وهي دلتا والمتحدة وأمريكان أيرلاينز الضغط على إدارة أوباما بالنظر لمزاعم المنافسة غير المشروعة الناشئة من الإمارات والقطرية والاتحاد. تزعم الشركات الأمريكية الثلاث بأن الشركات الخليجية الثلاث حصلت على إعانات حكومية بقيمة 40 مليار دولار في غضون عقد من الزمان.الأمر الآخر اللافت فيما يتعلق بشركات الطيران التي تعود لدول مجلس التعاون هو إيجاد رابط بين الطيران والرياضة وتحديدا كرة القدم. ملايين الناس في مختلف بقاع العالم يعشقون كرة القدم، حيث تبقى في أذهانهم أسماء شركات الطيران الراعية للفرق والمناسبات الكبيرة.في الواقع، عندما يلتقي ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو يضع الفريقان شارة طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية على قمصان اللاعبين على التوالي. وعندما فاز فريق برشلونة بلقب دوري الأبطال في أوروبا بتاريخ 6 يونية شاهد الجميع اسم الخطوط الجوية القطرية على قمصان الفريق البطل. يشار إلى أن العقد المبرم بين برشلونة والقطرية ينتهي في عام 2016 وليس من الواضح فيما إذا سوف يتم التوصل لعقد جديد بين الطرفين. يمتد العقد الحالي لمدة ثلاث سنوات ويغطي المواسم الكروية 2014 و2015 و2016. وتبين بأنها المرة الأولى التي تم من خلالها إجراء رعاية تجارية لقمصان الفريق الكاتالوني والذي اشتهر بوضع شارة مؤسسة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة والمهتمة بحقوق الأطفال. إضافة إلى ذلك، يحمل مانشستر سيتي وأرسنال اسمي الاتحاد والإمارات كونها جهات راعية للفريقين في الدوري الإنجليزي الممتاز. العلاقة بين الطيران والرياضية فيما يخص شركات طيران دول مجلس التعاون مستمرة خصوصا في الدوري الإنجليزي. حديثا فقط، وقعت الإمارات عقدا بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني لرعاية كأس انجلترا لمدة ثلاث سنوات ابتداء من أغسطس. وسوف تصبح هذه البطولة والتي تعتبر الأقدم في عالم كرة القدم معروفة باسم كأس الإمارات. ويلاحظ استمرار تعزيز تجارة الطيران في دول مجلس التعاون عبر دخول شركات طيران جديدة لحلبة المنافسة. وتبين بأن شركة الطيران السعودية الخليجية أو السعودية الخليجية اختصارا سوف تدخل صناعة الطيران داخل مجلس التعاون قبل نهاية العام الجاري. وينبغي عدم الخلط بين السعودية الخليجية والتي سوف تتخذ من الدمام مقرا لها وطيران الخليج ومقرها البحرين. ومن المقرر أن تدشن السعودية الخليجية رحلات إلى الرياض وجدة ووجهة دولية في شهر نوفمبر. تعود ملكية السعودية الخليجية للطيران لشركة عبد الهادي القحطاني وأولاده. وقد أبرمت الشركة في العام 2014 صفقة مع شركة بومباردير الكندية لشراء 16 طائرة مع خيار لشراء 10 طائرة أخرى بقيمة ملياري دولار ما يعكس الخطط الطموحة لهذا الشركة الخاصة. كما يتوقع أن تبدأ طيران المها والتي تعود ملكيتها للخطوط الجوية القطرية أنشطتها داخل السعودية قبل نهاية العام الجاري. تأخير تشغيل رحلات الشركة والتي حصلت على رخصة منذ فترة مرده الإجراءات الإدارية في المملكة. وهذا يعني بأن سوق الطيران الداخلي في السعودية المترامية الأطراف على موعد لدخول منافسين لمنافسة كل من الخطوط الجوية العربية السعودية وطيران ناس.كما تشمل بعض التطورات الأخيرة المرتبطة بصناعة الطيران لدول مجلس التعاون اتخاذ العربية للطيران ومقرها الشارقة مطار عمان بالأردن مقرا إقليميا جديدا لها عبر الشراكة مع طرف محلي. لدى العربية للطيران مقرات إقليمية أخرى في المغرب ومصر مع أطراف محلية. تعكس هذه الخطوة مستوى التقدير لشركات الطيران التي تتبع المنظومة الخليجية لما تمتلك من إمكانات. باختصار، تعيش صناعة الطيران في الخليج عصرها الذهبي.