14 سبتمبر 2025

تسجيل

الفرصة الجديدة حياة جديدة

14 يونيو 2014

حين تتسابق الأنفاس فى سبيل الوصول، ولكنها لا تصل الا بعد أن تُغلق الأبواب، وتُحصر الخطوات فى زاوية واحدة لا تستطيع الا ان تضيع فيها، نشعر بأن النهاية قد اقتربت وأن الأرض ما عادت تحتملنا؛ لتتحملنا، فنلوذ بالفرار الى حيث لا ندري؛ بحثاً عن الأمل الذى لن يكون الا كانت لنا فرصة ثانية تسمح لنا بحياة جديدة يمكن بأن نعوض فيها ما قد فات، ولكن توتر تلك الفرصة، وضعف امكانية حصولنا عليها يجعلنا نعيش حالة تعيسة من القلق المفرط، الذى تغيب معه قدرتنا على التركيز فى كل صغيرة وكبيرة تخصنا، وهو ما سيشغلنا به اضافة الى انشغالنا السابق بعملية البحث عن فرصة ثانية بشكل سيجعلنا نغط فى سبات عميق سيُبعدنا عن التزامات الحياة فلا نتفرغ لها كما ينبغى حتى يُفرغ النصيب ما فى جعبته من فرص يمكن بأن نبدأ معها حياة جديدة.مما لاشك فيه أن الفرصة الثانية لا تكون الا ان أخفقنا فى مرحلة (ما)، وكى نعوض ما قد خسرناه فنحن بحاجة ماسة الى فرصة جديدة؛ نُصلح فيها الصورة السابقة، وكل ما قد تعرض لضرر لن يُعيده الى حاله سواه الحصول على فرصة ثانية.أيها الأحبة: فى الحياة من يحتاج الى فرصة ثانية؛ كى يثبت وبجدارة جده (لا) خفته، قوته (لا) ضعفه، صدقه (لا) كذبه، خاصة بعد أن ذابت فرصته الأولى؛ لتذوب معها هويته التى سيضطر الى الحصول عليها من جديد ولكن ان توافرت له فرصة ثانية، وفى الحياة أيضاً من يقابل ذاك المحتاج لفرصة ثانية فهو من سيمنحها ويتقدم بها، ولكنه يظل خائفاً من منحها تلك الفرصة؛ خشية أن تعود عليه بخسائر أكبر، وهو ما يضعه فى دائرة الحيرة، التى ستشغله عن حياته، خاصة وأن الأمر يتعلق بفرصة يمكن بأن تعمر أو أن تدمر، والحق أن حالة التردد والحيرة طبيعية ولكنها لا تبرر تجميد الفرص التى يجدر بها بأن تكون؛ كى تستمر الحياة ولا تقف على رأس فرصة واحدة اما أن تخيب واما أن تصيب، بل على العكس تماماً لابد وأن نمنح الفرص بقدر ما نستطيع وبقدر ما تسمح لنا الظروف والمعطيات، خاصة وأن اعتماد غير ذلك سيجعلنا نعيش حالة من الفوضى التى لن يهدأ معها المجتمع ولن يرتاح من فيه، والحق أن غياب الراحة يناقض الهدف الأساسى الذى نعتمده ونعتمد عليه فى صفحة الزاوية الثالثة التى يهمها صلاح المجتمع؛ لتوفير الراحة وبأى شكل من أشكالها فيه، وبما أنه هدفنا فلقد حرصنا على تسليط الضوء على هذا الموضوع اليوم؛ كى يكون محور نقاشنا الذى اعتمدنا فيه على اجاباتكم، فاليكم ما هو لكم.من همسات الزاوية الثالثةقد تختلف أسبابك التى تُجبرك على تجميد الفرصة الثانية، فلا تتكرم بها؛ مستنداً اليها تلك الأسباب، وقد تفعل لانك تدرك حقيقة ما يحدث دون أن يدرك غيرك ذلك، ولكن تظل الفرصة الثانية منحة يستحق الآخر الحصول عليها؛ كى يعوضك ما قد فات، وكى يكشف لك عن الجانب الجميل الذى لا تدركه عنك، وسيكشفه لك ان سمحت له بذلك من خلال فرصة ثانية نرجو بأن لا تبخل بها عليه، خاصة وأن فيها من الخير الكثير الذى سيعود بنفعه عليك وعلى كل من هم حولك.