18 سبتمبر 2025
تسجيلرغم التطمينات التي يطلقها نوري المالكي بانه يشن هجمات واسعة وعلى عدة محاور لاسترداد المدن التي سيطر عليها المسلحون الا ان الاوضاع لاتزال تنذر بمزيد من الانزلاق الى الفوضى وسيطرة المسلحين المتشددين على المزيد من المدن العراقية بعد اعلان النفير والتوجه باتجاه العاصمة بغداد من قبل المسلحين.هذه الاوضاع المتدهورة بسرعة كبيرة تظهر بشكل لم يعد يقبل الشك بفداحة الاخطاء الخطيرة التي ارتكبها المجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن في الشرق الاوسط والتي خلفت عدم استقرار وسفك للدماء وتحول دول الى دول فاشلة نتيجة سياساتها الخاطئة وغزوها للعراق وافغانستان وعدم اتخاذها المواقف الحاسمة ازاء قضايا كانت تستلزم الحسم.وازاء السلبيات والتساؤلات المحيطة بما يشهده الشرق الاوسط خصوصا التدهور الامني والايديولوجي السريع في العراق منذ ان استطاعت الجماعات المسلحة ان تسيطرعلى عدة مدن عراقية بسرعة ضوئية وجدت واشنطن نفسها في مأزق حقيقي كان احد ابرز نتائج سياساتها وايديولوجياتها التي تتبعها في المنطقة ورغم رؤية الادارة الامريكية للشرق الاوسط وهو ينزلق الى الفوضى يعتبر مطلبا اساسيا فريدا للادارة الا ان ذلك يصورها على انها دولة فشلت في تحقيق سياساتها فهي تقاتل رسميا وبشكل غير رسمي على جبهات كثيرة جدا في الوقت الراهن ولا تحقق نصرا في أي منها.فأجزاء كبيرة من العراق تدار من قبل المتمردين وليبيا في طريقها لأن تصبح دولة فاشلة وسوريا ضاعت ما بين المتطرفين وحكومة الأسد والسياسة الأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط عبارة عن فوضى تامة ناهيك عن نيجيريا وافغانستان وغرب ووسط افريقيا حيث الوضع اخذ في التدهور اضف الى ذلك أن الولايات المتحدة دخلت في مواجهة مع روسيا فيما يتعلق بأوكرانيا ومع الصين فيما يخص بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.ومع تشتت الانتباه العالمي بين مشاهد الفوضى في هذه البلدان التي كانت مثلا للاستقرار فان واشنطن والمجتمع الدولي الذي تقوده لن يتمكنوا بسهولة من اعادة النظام الى هذه الدول التي تزداد انزلاقا نحو المجهول في وقت يظهر فيه المجتمع الدولي وعالم اليوم عاجزين عن الحركة واتخاذ المواقف الناجعة ازاء مثل هذه الانزلاقات غير المحسوبة بدقة.ان الامور في العراق اليوم تستلزم تحركا عربيا ودوليا سريعا متمثلا بالجامعة العربية ومجلس الامن والدول الكبرى لوضع حد نهائي لمثل هذه الفوضى التي بدأت تهدد الامن والسلم الدوليين بشكل لم يسبق له مثيل مع الاخذ بالاعتبار التطلعات الشعبية لمختلف الاطياف التي ترقد تحت الرماد وعدم اهمالها متقدة كي لا تعود للاشتعال مرة اخرى واشعال الدول المجاورة وتهديد السلم والامن في المنطقة والعالم والانزلاق نحو الفوضى نتيجة سياسات خاطئة لابد من وضع حد لانهائها بشكل جدي وصارم وكي لا نفشل مجددا ونجلس لنبكي على اللبن المسكوب.